برد المعدة هو أحد الأمراض الفيروسيّة شديدة العدوى، وفي الحقيقة يوجد عدد من الفيروسات المختلفة التي تؤدي إلى الإصابة بهذه الحالة، إذ ينتقل المرض من خلال الاتصال المباشر مع الشخص المصاب، أو من خلال تناول أحد الأطعمة أو المشروبات الملوثة بالفيروس.
 
وتجدر الإشارة إلى أنّ التهاب المعدة والأمعاء قد يكون ناتجاً عن الإصابة بالعدوى البكتيريّة في بعض الحالات النادرة، ومن الجدير بالذكر أنّه على الرغم من مصاحبة هذه الحالة لبعض الأعراض المزعجة إلّا أنّه يتمّ الشفاء في معظم الحالات خلال عدّة أيام دون حدوث مضاعفات صحيّة.
 
أسباب برد المعدة:
1- عدم غسل اليدين بعد استخدام المِرحاض أو بعد تغيير حفاضات الأطفال؛ فعموماً غسل اليدين هو من أهمّ أسباب الوقاية من أيّ مرض معد فيعدّ الحرص على غسل اليدين باستمرار خاصة قبل بدء الشروع بتناول الطعام أمراً في غاية الأهميّة للوقاية من الأمراض. 
 
2- تناول الطعام الملوّث أو غير المَعروف مصدره أو غير المطهوّ بطريقة صحيحة لأنّ الطعام المُلوّث يَحمل الكثير من الجراثيم والفيروسات التي قد تُسبّب انتقال العدوى للشخص، بالإضافة إلى أنّ الحرارة عند طهو الطعام بطريقة جيدة تقتل الكائنات الدقيقة وبالتالي الوقاية من الأمراض. 
 
 
3- شرب الماء المُلوّث. 
 
4- التعامل عن قُرب مع الأشخاص المُصايبن بالفيروس؛ لأنّ هذا يؤدّي إلى انتقال الفيروس الذي يُسبّب المرض إلى الأشخاص السليمين.
 
أعراض برد المعدة:
- المعاناة من ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم. 
- الإصابة بالتقيؤ، والغثيان. 
- الشعور بألم وتشنّجات في المعدة. 
- الشعور بألم في العضلات، أو المعاناة من الصداع، في بعض الحالات. 
- المعاناة من الإسهال ذات الطابع المائيّ، وعدم مصحابته لخروج الدم.

علاج برد المعدة:
1- إراحة المعدة: يجدر بالشخص المصاب ببرد المعدة التوقف عن تناول الأطعمة الصلبة لعدّة ساعات لإراحة المعدة، كما يجدر البدء بتناول الأطعمة الليّنة وسهلة الهضم تدريجياً عند عودة تناول الطعام بعد فترة الراحة، والتوقف عن الأكل في حال عودة الشعور بالغثيان مرة أخرى. 

2- الإكثار من شرب السوائل: يجب الإكثار من شرب السوائل أثناء الإصابة بالمرض لمنع حدوث الجفاف، مثل الحساء، والماء، بالإضافة إلى محاولة الحصول على عدّة رشفات متتالية من السوائل. 

3- تدفئة المعدة: قد يساعد وضع ضمادة دافئة أو استخدام جهاز التدفئة الكهربائيّ حول منطقة البطن على التخفيف من أعراض تشنّج المعدة، ولكن تجدر الإشارة إلى ضرورة عدم وضع جهاز التدفئة بشكلٍ مباشر على البطن، إذ يجب تغليفه بقطعة قماش، وعدم وضعه بشكلٍ مستمر لمدّة تفوق 15 دقيقة على البطن. 

4- النعنع والزنجبيل: يساعد تناول المنتجات التي تحتوي على النعنع أو الزنجبيل، أو شرب شاي النعنع أو الزنجبيل على تخفيف أعراض اضطراب المعدة والتقلصات المصاحبة للمرض، بسبب خواصهما المهدّئة والمضادة للغثيان. 

5- زبادي اللبن: لا يُنصح بتناول أحد مشتقّات الحليب أثناء ذروة المرض، ولكن يساعد تناول زبادي اللبن وخصوصاً المضاف إليه بعض أنواع البكتيريا النافعة على استعادة التوازن الطبيعيّ للبكتيريا داخل الأمعاء بعد الشفاء من المرض.

الوقاية من برد المعدة:
- تجنّب تناول الأطعمة النيئة أو غير المطبوخة بشكلٍ جيد. 

- الحرص على غسل الفواكه والخضار بشكلٍ جيد قبل الأكل. 

- استشارة الطبيب حول الفترة المناسبة لحصول الطفل الرضيع على اللقاح المضاد للفيروس العجليّ وهو أحد الفيروسات المسؤولة عن الإصابة ببرد المعدة الشديد عند الأطفال الرضّع. 

- اتّخاذ بعض الإجراءات الوقائيّة أثناء السفر مثل الحرص على شرب الماء من العبوات المغلقة وتجنّب استخدام مكعبات الثلج غير معروفة المصدر، ومحاولة تجنّب تناول الأطعمة من مصادر غير موثوقة. 

- الحرص على غسل اليدين بالماء والصابون بشكلٍ جيد خصوصاً قبل تحضير الطعام، وبعد استخدام الحمام.

نصائح للعلاج المنزليّ:
يُمكن للعلاج في المنزل من برد المعدة أن يكون كافياً ومُناسباً للعديد من المرضى، ولأنّ برد المعدة يؤدّي إلى فقدان المريض الكثير من سوائل جسمه عن طريق الاستفراغ والإسهال يُنصح المَريض بتَناول العَديد من السوائل لتعويض الفاقد، لكن ليست كلّ أنواعِ السوائل مُلائمةً في حالة التهاب المعدة والأمعاء؛ مثلاً لا يُنصَح بتَناول الشاي والقهوة والمُنبّهات لأنها تؤثّر على نوم المريض وذلك سيؤثّر على راحته، أيضاً لا يُنصح بِتَناول الكُحول التي تؤدّي إلى خسارة المَزيد من السوائل عن طريق إدرار البول إلى جانب أضراره العديدة الأخرى، لذا يُنصح بشربِ كميّاتٍ كبيرةٍ من المياه والعَصائر الغنيّة بالفيتامينات والأعشابِ المفيدة. 

وبالنّسبة للطعام المُناسب الذي يُنصح بتناوله إذا كانت بعضُ الأطعمةِ تجعل المَريضَ يَشعر بالغثيان لا يجب أن يُجبر المَريض نفسه على تناول الطعام، ويُمكن تناول أطعمة سَهلة الهضم مثل الموز؛ لأنّ الموز فاكهةٌ غنيّةٌ بالبوتاسيوم الذي من المُمكن خَسارته مع السوائل التي خسرها المريض، كما أنّه من المُفيد تناول عصير التفاح أو التفاح لمَرضى برد المعدة؛ لأنه غنيّ بالطاقة ومُفيد لمحاربة الإسهال، كما أنّه من الجيد تناول أطعمة غنيّة بالألياف مثل تناول الأرز، والخبز الأبيض؛ لأنّه أسهل للهضم من الأرز والخبر الأسمر، ولا يُنصح بِتناول مُنتجات الألبان لأنها صعبة الهضم على المَعدة المريضة أصلاً، والمُصابة بالالتهاب الفيروسيّ، ومن المهم جداً أخذ قسطٍ كافٍ من الراحة؛ لأنّ الجسم يحتاج إلى كلّ طاقته لمُحاربة الفيروسات، ولإصلاح الضرر الحاصل.