وجّهت قناة المستقبل في مُقدّمة نشرتها هذا المساء سهامها صوب الإعلامي نديم قطيش، لاسيّما بعد التصريحات التي أطلقها ضمن برنامج "حوار اليوم"، عبر قناة الـ MTV، والتي شكّلت إستنفارًا أزرق اللّون، بعد وضع فرضيّة إستقالة الرئيس سعد الحريري على الطاولة من جديد، مُعتبرًا أنّ الحريريّة السياسيّة والحريريّة الوطنيّة مأزومة.
 
واستهلّت "المستقبل" مُقدّمتها: "عندما يُقرّر الرئيس سعد الحريري أن يأخذ قراره، فهو لن يحتاج لمن يمتطون أحصنة المقرّبين للنطق باسمه وإطلاق المواقف والتوقّعات والتحليلات، التي لا وجود لها في قاموس الرئيس".
 
وبحسب مصادر من داخل تيّار المستقبل، هُناك من يدّعي القرب وفي الوقت نفسه يخلق الفرص للتهجّم على الرئيس والإساءة إليه، على أمل الوصول إلى الزعامة.
 
لا طالما وصِفَت السياسة الحريريّة بـِ "الهادئة"، لكنّ ما شهدناه في الفترة الأخيرة ما كان إلّا "تصويبات" من داخل المنزل الواحد، والسؤال المطروح اليوم هل ينجح الحريري  في تخطي حقل الألغام الذي يُحيطه على أكثر من جبهة؟
 
وفي حديثٍ مع موقع "لبنان الجديد"، قال قطيش :" لم أفكّر بعد بالردّ سوف أتأكّد في الأوّل من على علم بهذه المقدّمة ومن لا يعلم بها، وما رأي الرئيس الحريري أيضًا، فأنا لا أناقش مصادر مجهولة".
 
في مقابل ذلك، كتب قطيش، عبر صفحته الخاصّة على موقع "فيسبوك": "لولا أن المجالس بالأمانات لكان ردي على "بنشرجي" نشرة المستقبل، موثقاً بالصور، لكنني أحفظ لسعد الحريري وداً يمنعني". 
 
وتابع:" مؤسف أن "البنشرجي" يدافع عن تيار يفترض أنه ليبرالي بلغة لا تعرف الا مفردات ”الامتطاء“ و ”الطعن" ومثيلاتها في قاموس ”التخوين“ و"التآمر" التي باتت تخجل منها حتى صحف ”تشرين" و“البعث" ".
 
وقال: "مؤسف أن يكون فقد كل بريقه حتى ما عاد يرى في الرأي السياسي العلني الا مكائد لحساب هذا أو ذاك، منتحلاً صفة الدفاع عن سعد الحريري بتخريب علاقاته بأوسع شريحة ممكنة سياسياً وإعلامياً، وبتنفيس أي فكرة تتمتع بحد أدنى من الحيوية السياسية"، مُضيفًا: "ربما يحتاج ”البنشرجي“ الى من يطمئنه الى أن أحداً لا ينافسه على هذه الادوار التي ما جلبت الا السوء، بنتائجها السياسية المباشرة وغير المباشرة، إن قرار الرئيس الحريري، لا يصادره رأي سياسي أو تحليل أو نقل معلومة أو إستنتاج، فأعجب من هذا التوتر الذي تم التعبير عنه في مقدمة قاربت حدود الشتيمة والطعن بالكرامات الشخصية وهي ليست ملكاً لأحد ولا يمون فيها أحد". 
 
وأردف:"إذا كانت الحريرية السياسية مأزومة فهي مأزومة أولاً بمن يزينون الواقع المر بالتنظير، ومن لا يريدون أن يروا عن قرب ما يجول في نفوس الناس، ولا يرون في النقاش الصحي والضروري الا ضرباً من ضروب الخيانة، ولا يستكينون الا الى أنصاف الافكار وانصاف الشجاعة"، خاتمًا:"هنيئاً لك القرب، وحمى الله سعد الحريري من المقربين".
 
وتسود حالة من الترقّب لمعرفة موقف الحريري فور عودته مساء اليوم، من ما يجري في ظلّ التحدّيات الخارجيّة والداخليّة، حيثُ بات واضحًا أنّ مهامه ستكون صعبة...