لسانُ حال الرئيس الحريري الحكمةُ القائلة: أللهمّ احمني من أصدقائي فأما أعدائي فأنا كفيل بهم.
 

في ظل ما يتردد عن تحركات مريبة في المياه الإقليمية المحاذية للبنان، أو على جبهة مزارع شبعا أو حركة الطيران المعادي في سماء الجنوب، وفي ظل تقديرات عن تأثر الوضعين الاقتصادي والمالي باحتمالات أي نزاع اميركي - إيراني، ومحاولة تحميل الإقتصاد اللبناني تبعات أي مواجهة، على نحو يطال الجميع ولا يقتصر على أفراد أو جهات حزبية، وفي خضم الإنشغال بمعالجة مضاعفات الهجوم الارهابي على الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي عشية عيد الفطر في طرابلس، وما تركه من تأثيرات وتداعيات على الاستقرار العام، خرق رئيس الحكومة سعد الحريري عطلة العيد ليشنّ عبر مقدمة نشرة الأخبار المسائية لقناة "المستقبل" هجومًا مركّزًا في مختلف الاتجاهات، لم يسلم منه محيطه، ما طرح علامات استفهام كبيرة حول الأبعاد والخلفيات.

إذ بدا من مقدمة تلفزيون "المستقبل" أنّ "الحريري أراد الرد على محاولات لإضعافه تشنّها أكثر من جهة داخلية وخارجية بغية محاصرة موقعه في المعادلة السياسية الوطنية، حسب المقدّمة التي قالت إنّ "هناك جهة تريد من الرئيس سعد الحريري أن يكون جسرًا تعبر فوقه لتعود بالبلاد إلى الوراء وتجد في التفاهم معه فرصة للتطاول على صلاحياته وتفريغ دوره في النظام السياسي".

كما أشارت إلى أنّ "هناك جهة من البيئة السياسية للرئيس سعد الحريري تتحيّن الفرص لرصد هجمات الآخرين والدخول منها على خطوط التهجّم عليه والاساءة الى دوره من مواقع الدفاع عنه"، وأكّدت "تمسّك الحريري بالتسوية الرئاسية وأنّه لن يتهاون في التصدّي لسياسات الاستقواء وإخراج التسوية عن سكة الشراكة الوطنية والعودة بها إلى سكّة الاستئثار ومد الأيدي على مواقع السلطة يمينًا ويسارًا".

ولفتت المقدّمة "المستقبلية" إلى أنّ "الجهة التي تتصرّف بما هو أدهى وأسوأ فإنّها تخرج مع الاسف الشديد من أوكارٍ إعلامية وسياسية تقيم على الرصيف السياسي لبيت الوسط، ولا تكاد أن تلمح تعديًا على صلاحيات رئاسة الحكومة حتى تنبريَ لرفع الصوت بدعوى الدفاع عن الصلاحيات وحماية حقوق السُنّة في النظام السياسي وتحميل الرئيس سعد الحريري المسؤوليةَ تجاه هذه الهجمةِ او تلك". 

ولسانُ حال الرئيس الحريري في هذا المجال الحكمةُ القائلة: "أللهمّ احمني من أصدقائي فأما اعدائي فأنا كفيل بهم".

وتجدر الإشارة هنا، إلى أن صحيفة "اللواء"، "كشفت عن تحضير جدول أعمال جلسة، ستعقد بعد عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت، بالتزامن مع تقدّم مناقشات جلسة المال والموازنة، تحضيرًا لوضع الموازنة على جدول أعمال جلسة نيابية بعد عودة الرئيس نبيه برّي من إجازة خارج لبنان".