العقوبات الأميركية تؤثّر بشكل مباشر على حزب الله
 

بدأت العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأميركية على إيران تؤثر بشكل واضح على حزب الله، وذلك بعد انقطاع الدعم الذي كانت تقدمه طهران للحزب، والذي قدرت قيمته بنحو 700 مليون دولار سنويًا، ما دفعه إلى إقامة حواجز لجمع التبرعات في مناطق سيطرته.

وفي هذا السياق، قالت أوساط سياسية لبنانية لديها اطلاع على ما يدور في المناطق الشيعية نقلًا عن صحيفة "العرب اللندنية" أن "الحزب استغل هذه الأزمة للتعبئة الداخلية في وقت بدأ المجتمع الشيعي اللبناني يطرح تساؤلات عن الجدوى من تدخل الحزب عسكريًا في سوريا"، ولاحظت أنّ "الحزب تفادى إقامة حواجز لجمع التبرعات في مناطق مسيحية أو سنّية أو درزية خشية حصول أي احتكاك مع الطوائف الأخرى من جهة وتفادي أي إحراج يمكن أن يسببه لحليفه المسيحي (التيار الوطني الحرّ) من جهة أخرى".

كما واعتبرت ذلك إشارة إلى أنّه "يتحكّم كليًا بالمناطق الشيعية في لبنان وأن قبضته قويّة جدًا في تلك المناطق"، وأوضحت أن "الهدف من الحواجز ليس جمع التبرعات بقدر ما هو رسالة موجهة إلى الشيعة عمومًا"، وأضافت أن "فحوى الرسالة أن الحزب يسيطر على مناطقه بإحكام شديد وأن لا مكان في هذه المناطق لأيّ صوت شيعي معترض أو لتساؤلات في شأن جدوى التدخل في سوريا وكلفة هذا التدخل ماليًا وبشريًا".

وبحسب الصحيفة فقد فسرت الأوساط السياسية هذا التصعيد بالرغبة في القول لأنصاره في لبنان إن العقوبات الأميركية لن تؤثر على الحزب وإنّه متمسك بسلاحه وخياره الإيراني أكثر من أي وقت.

في مقابل ذلك، اعتبرت المتخصصة بشؤون لبنان والعراق وسوريا في تقرير لها بصحيفة فاينشيال تايمز البريطانية كلوي كورنيش أن "حزب الله يشعر بالألم جراء صعوبة حصول إيران على السيولة المالية إثر العقوبات التي فرضتها واشنطن"، وقالت أن "حزب الله عمد إلى جمع تبرعات خلال رمضان على نطاق واسع، وجاب بمكبرات الصوت المركزة على السيارات في شوارع بيروت، كما تداول مناصرو الحزب رسائل نصية على وسائل التواصل الإجتماعي تطالبهم بالتبرع ولو بدولار واحد للحزب"، وأضافت أن "الأزمة المالية التي تعصف بالحزب دفعت نصرالله إلى إعلان الجهاد المالي بعدما توقف دعم إيران للحزب بسبب إعادة فرض العقوبات عليها من قبل الولايات المتحدة".