اتصلت دول عدة، في مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، بلبنان بعد الهجوم الذي حصل في مدينة طرابلس وذهب ضحيته أربعة عسكريين، عارضة المساعدة في كشف الدافع لارتكاب هذه العملية وعن الاستعداد لإرسال وفود من المتخصصين في مكافحة الإرهاب ومتابعين لتحركات «داعش» منذ بدء عملياته الإرهابية.

وأكدت مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط» أن عددا من الدول الأوروبية المؤثرة أبدت المساعدة لتحصين لبنان من عودة الإرهاب إلى أراضيه وقطع الطريق على تسلل إرهابيين منه إلى تلك الدول.

وأفادت بأن سفراء عدد من دول أوروبا الغربية كانوا قد استنفروا الملحقين العسكريين في سفاراتهم وطلبوا منهم جمع معلومات عن الجريمة المتعددة الأهداف التي أصابت طرابلس، وقد زار بعض الملحقين عاصمة الشمال وعاينوا مواقع الجرائم التي ارتكبها عبد الرحمن مبسوط والبعض الآخر كلّف موظفين تابعين لمكاتبهم للقيام بمهمة التقصي مباشرة من طرابلس، بينما قام فريق ثالث بالاستفسار مباشرة من مسؤولين سياسيين وأمنيين أمنيين.

وأفادت مصادر دبلوماسية بأنها تنتظر تحقيقات الجيش ولقوى الأمن الداخلي لمعرفة كيفية تمكّن المبسوط من تنفيذ كل هذه الجرائم بفترة زمنية قصيرة. وتابعت أن الملحقين سألوا عن إطلاق مبسوط من سجن رومية بعد سنة ونصف السنة ومن المفترض أن يكون خاضعا للمراقبة الأمنية الشديدة وكيف اقتنى السلاح الذي استعمله ضد العسكريين من الجيش وقوى الأمن الداخلي؟ وهل من جهة سلمته الأسلحة قبل استعمالها؟.

أما على المستوى السياسي فالسؤال المطروح هو حول احتمال وجود خلايا نائمة لإرهابيين في طرابلس وإذا كانت المدينة ستشهد عمليات جديدة تستهدف شخصيات سياسية، أما السؤال الثاني الذي يطرحونه على المسؤولين: هل من خطة أمنية ترصد الإرهابيين الذين أخلي سبيلهم والموزعين في شتى المحافظات لا سيما الشمال؟

وأمس، أصدرت السفارة الفرنسية في لبنان بيانا دانت فيه «الاعتداء الشنيع الذي استهدف مدينة طرابلس وقدمت التعازي لأسر الضحايا وأقاربهم، وكذلك للسلطات اللبنانية وللشعب اللبناني». ولفتت إلى «إن فرنسا ستبقى دائما إلى جانب لبنان في مكافحته للإرهاب»، وحيت «التزام الأجهزة الأمنية اللبنانية في هذه المعركة».