من صهرٍ مدلل إلى حاكم بأمر الله وحزبه، فهل يستطيع الوصول إلى بعبدا؟
 

ازداد الحديث في الفترة الأخيرة عن الانتخابات الرئاسية المقبلة وان كان الوقت ما زال مبكراً في طرح المسألة على الطاولة لكن المعطيات تدل على معركة حامية أحد أبرز أطرافها وزير الخارجية جبران باسيل الذي يعتبر نفسه مرشحاً قوياً يمثل اغلبية مسيحية ولكن الأعم الأغلب من اللبنانيين يعلمون أنه يسابق الزمن في الوصول إلى مبتغاه.

تعددت القابه وكثرت تسمياته منهم من قال الطفل البريء ومنهم من اعتبره الصهر اللطيف أما أكثر المتعاطين بالشأن العام يصفونه بالشخص الوصولي وأغلب الساسة المخضرمين لا يجدونه سوى دخيلاً على السياسة اللبنانية فهو حالة طارئة على التركيبة الداخلية للواقع اللبناني شاءت الصدف أن يتبوأ كل تل المناصب من رئيس للتيار الوطني الحر وصولاً إلى عراباً للدبلوماسية اللبنانية ووزيراً للخارجية.

إقرأ أيضًا: الهجمة على الاعتدال الديني ...وليدة اللحظة ام انتقام من مدرسة السيد فضل الله.

حقق اتفاق مار مخايل ٢٠٠٦ أو ما سمي "وثيفة تفاهم" بين حزب الله والتيار الوطني الحر نقلة نوعية في الاصطفافات السياسية الداخلية بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، كما ثبّت تحالفاً استراتيجياً بين هذين الحزبين وكان له الدور الابرز بايصال الرئيس عون إلى قصر بعيدًا في خريف ٢٠١٦ بعد فراغٍ رئاسي دام عامين بقرار حزبي من الله، الا ان البُعد الباطني لحزب الله من خلال هذا التحالف كانت ارادته اظهار نفسه مخلصاً للمسيحيين عموماً وللموارنة بشكل خاص عبر دعمه اللا متناهي لفخامة الرئيس وايصاله الى كرسي بعبدا.

أما الوزير باسيل فبعد أن لعب دوراً أساسياً في تفاهم مار مخايل وكان عراباً للتسوية الرئاسية، أصبح ناطقاً رسمياً باسم حزب الله في جميع المحافل الدولية كونه وزيراً لخارجية لبنان، وعلى مبدأ القاعدة الدبلوماسية "التعامل بالمِثل" وبالرغم من الخلاف الايديولوجي العميق الّا أن حزب الله غطى سيطرة حليفه يوماً بعد الآخر على جميع مفاصل الدولة ومرافقها الحيوية العامة وغَضّ النظر عن محاولاته وضع يده على المؤسسات الرسمية الاساسية بدءاً من الاجهزة الامنية وصولاً الى الجسم القضائي فأصبحنا امام معادلةٍ جديدة تطغى على الواقع السياسي اللبناني الا وهي "فسادٌ يُغطي فساد".