يتجاوز عدد الهيئات الفلكية المائة وعادة تفشل تلك الهيئات في تحديد الهلال وتقوم بمهامها في لحظة يستغنى عنها ويمكن لأي مشاهد أن يرى القمر وليس الهلال يحدق في وجه الأمة التي قلما يتفقون ويجمعون على موعد بزوغه.
 
غريب جدا أمر هذه الأمة حيث أنهم مفترقون ومختلفون على ما من شأنه أن يوحدهم وهو هلال شهر شوال. لفتني اليوم ان مفتي السنة لمحافظة كردستان الإيرانية الذي يحمل صفة الحاكم الشرعي غير الحكومي أعلن عن رؤية الهلال البارحة وحكم بأن اليوم الاثنين هو أول أيام عيد فطر المبارك واشار المفتي حسن اميني إلى الحديث النبوي الشريف صوموا للرؤية وافطروا للرؤية. 
 
وفي الوقت نفسه افتى مفتي اهل السنة لمحافظة سيستان وبلوشستان شرقي إيران أن روية الهلال لم يتم ليلة الاثنين البارحة وبناء عليه يكون الثلاثة آخر أيام للشهر الفضيل. 
 
هذان الاتجاهان المتعارضان لأهل السنة القاطنين  غرب إيران وشرقها لا ينبع إلا من أزمة الثقة بين المسلمين. 
تلك الأزمة تبدأ سنويا في أول شهر رمضان المبارك وتنتهي بانتهاءه. 
 
 
ورأينا هذا الانقسام في العام الجاري في تحديد بداية الشهر الفضيل حيث تريث المسلمون في عدد من البلدان الإسلامية حتى يتمكنوا من رؤية الهلال بالعين المجردة متجاهلين الحسابات الفلكية الدقيقة التي تمكننا في القرن الواحد والعشرين من تحديد ولادة الهلال بشكل لا يقبل الخطأ والاشتباه. 
هؤلاء المسلمون لا يتبنون الحسابات الفلكية ولا التقنيات الحديثة للاستهلال في كل عام ويتاخرون في دخول الشهر الفضيل وفي الخروج منه في حين أنهم يرون بأم اعينهم أن هلال الليلة الأولى عندهم سميك جدا لا يشبه الهلال الوليد الطازج! بل إنه تجاوز مرحلة الولادة. 
هذا شأن هؤلاء كل عام ولكنهم لا يتنازلون عن موقفهم. ِ
 
ووصل هذا التزمت لدرجة قد انحسر شهر رمضان إلى 28 يوما في العام 1999 في إيران في حين أن العلامة السيد فضل الله استند حينها إلى بيان لمركز الجيوفيزيائي لجامعة طهران إضافة إلى حساباته الفكية في تحديد أول الشهر ولكن لم تأخذ إيران بيان المركز الجيوفيزيائي لجامعة طهران على محمل الجد.
 
 وفيما بعد تم حل المركز لتحل محله هيئات الاستهلال. ويتجاوز عدد تلك الهيئات المائة وعادة تفشل تلك الهيئات في تحديد الهلال وتقوم بمهامها في لحظة يستغنى عنها ويمكن لأي مشاهد أن يرى القمر وليس الهلال يحدق في وجه الأمة التي قلما يتفقون ويجمعون على موعد بزوغه.