تحرش إيراني بإسرائيل من الأراضي السورية بواسطة صواريخ متوسطة المدى
 
زت مصادر دبلوماسية عربية في العاصمة اللبنانية بيروت التصعيد القتالي في هضبة الجولان السورية، إلى رغبة إيرانية في محاولة لفتح جبهة إشغال جديدة لتخفيف الضغوط الدولية والإقليمية عليها. كما أن إسرائيل التي تعيش أزمة سياسية حكومية تحاول الإيحاء بأنها لن تغفل عما يدور في محيطها من تصعيد عسكري.
 
وقالت المصادر إثر قيام الطائرات الإسرائيلية بقصف أهداف داخل الأراضي السورية لميليشيات إيرانية وتجمعات لحزب الله، بعد إطلاق صواريخ من الأراضي السورية على إسرائيل، إن القصف غير مفهوم بينما الردّ الإسرائيلي أدى إلى مقتل ثلاثة جنود سوريين وسبعة مقاتلين أجانب.
 
واعتبرت أن التصعيد ناتج عن الأزمة السياسية المتصاعدة في إسرائيل إثر فشل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تشكيل حكومة جديدة، كما أن إيران التي تعيش أزمتها الدولية إثر التصعيد الأميركي بشأن حرب متوقعة معها، تبحث عن فتح جبهات ثانوية لتخفيف الضغط المتصاعد عليها.
ويواجه نتنياهو واحدة من أكبر الهزائم في مسيرته السياسية بعد فشله في تشكيل ائتلاف حكومي واختار بدلا من ذلك التوجه إلى انتخابات جديدة في إجراء غير مسبوق.
 
ووجهت إسرائيل رسالة جديدة إلى إيران عبر الأراضي السورية وذلك بتوجيه ضربات إلى مواقع تابعة للحرس الثوري وحزب الله جنوب دمشق.
 
وأوضحت مصادر سياسية في بيروت أن إسرائيل أرادت القول لإيران إن أي تحرش بها في الجولان سيؤدي إلى ردود فعل لا يمكن لإيران تصوّر مداها.
 
وكشفت هذه المصادر أن الرد الإسرائيلي العنيف جاء بعد إطلاق صاروخين من الأراضي السورية في اتجاه الجولان وذلك في تطور في غاية الأهمية نظرا إلى أنها المرة الأولى التي تستخدم فيها صواريخ متوسطة المدى في ضرب الجولان.
 
وقالت إن هذا أول تحرش إيراني بإسرائيل من الأراضي السورية بواسطة الصواريخ وليس بقذائف كاتيوشا كما كانت تجري العادة.
 
وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إنه لم يُعرف بعد الجهة التي أطلقت الصواريخ ولكن الجيش السوري مسؤول عن أي هجوم يشن من الأراضي السورية.
 
إلا أن مصادر إعلامية إسرائيليّة، أشارت إلى أن إطلاق الصاروخين “متعمّد”، وليس كما حدث في السابق “نتيجة انزلاق قذائف جراء الحرب الدائرة في سوريا”.
 
ونقل موقع “يديعوت أحرونوت” أن التقديرات الإسرائيلية تظهر أن الصاروخين أطلقا من مسافة بعيدة نسبيا تصل إلى 35 كيلومترا، وأن مصدرهما إما إحدى الميليشيات الموالية لإيران “بهدف الاستفزاز″، وإما النظام نفسه، ردا على استهداف القوات الإسرائيلية في ريف القنيطرة الأسبوع الماضي، إذ أعلن الجيش السوري أن إسرائيل قامت “باستهداف أحد مواقعنا العسكرية شرق خان أرنبة بريف القنيطرة راح ضحيته سوري وإصابة مقاتل آخر بجروح”. والاحتمال الثالث، بحسب الموقع، أن يكون مصدر الإطلاق حزب الله اللبناني، من خلال إحدى الجماعات المحلية المناصرة له، وذلك بمناسبة يوم القدس الذي تحتفل به إيران والميليشيات التابعة لها في آخر يوم جمعة من شهر رمضان.
 
وقال الجيش الإسرائيلي، الاثنين، إنه هاجم موقع مدفعية مضادة للطائرات في سوريا بعد تعرض طائرة إسرائيلية لإطلاق نار، وذكرت وسائل إعلام رسمية سورية أن جنديا قتل في القصف.
 
وتقول إسرائيل إن إيران وحزب الله اللبناني حليف طهران، اللذين يقاتلان في الحرب السورية إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد، يسعيان إلى تحويل سوريا إلى جبهة جديدة ضدها.
 
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريح له أخيرا “لدينا سياسة محدّدة تماما: تقويض تجذّر الوجود الإيراني في سوريا وإلحاق الضرر بأيّ جهة تريد الإضرار بنا”. ونفذت إسرائيل في السنوات الأخيرة العشرات من الضربات ضد أهداف إيرانية وأهداف لحزب الله في سوريا. وأعلن الجيش الإسرائيلي، صباح الأحد، أنه قصف عددا من الأهداف العسكرية في سوريا.

وقتل ثلاثة جنود سوريين وجرح سبعة آخرون في القصف الصاروخي الإسرائيلي الذي استهدف محافظة القنيطرة السورية، فجر الأحد، كما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) نقلا عن مصدر عسكري من دون أن تشير الوكالة إلى عدد القتلى غير السوريين. وذكر التلفزيون السوري أن انفجارات ضخمة وقعت قرب دمشق قبل الفجر وقال إن “الدفاعات الجوية تصدت لأهداف معادية في ريف دمشق الجنوبي”.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد بأن الغارات استهدفت مناطق تتواجد بها مواقع ومستودعات لإيران وحزب الله ضمن قطاعات عسكرية تابعة للجيش السوري.

وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في بيان إن الجيش قصف عددا من “الأهداف العسكرية داخل سوريا”، ردا على “إطلاق قذيفتيْن صاروخيتيْن باتجاه منطقة جبل الشيخ مساء السبت من داخل الأراضي السورية”. وأضاف “سيواصل الجيش العمل بحزم ضد أي محاولة للمساس بمواطني إسرائيل”. وأرفق أدرعي البيان بشريط مصور، قال إنه للاستهداف الإسرائيلي للأهداف العسكرية في سوريا.

وبعد صدور بيان الجيش، نشر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بيانا مقتضبا على حسابه على تويتر قال فيه، إنه أجرى مشاورات أمنية في أعقاب إطلاق النار باتجاه الجولان، وأصدر خلالها تعليمات للجيش بتنفيذ عملية قاسية.

وأضاف “أن إسرائيل ليست مستعدة لتحمل إطلاق نار باتجاه أراضيها وسترد بشدة ضد كل اعتداء عليها، هذه سياسة ثابتة أقودها وسنواصل تنفيذها من أجل أمن إسرائيل”.

وأوضح الجيش الإسرائيلي أنه هاجم مدفعية وبطاريات دفاع جوي سورية ردّا على إطلاق صاروخين، السبت، على مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل ولم يتسببا في سقوط ضحايا.

ويأتي التصعيد الإسرائيلي في الجولان في وقت أكدت منظمة التعاون الإسلامي، السبت، عدم اعترافها بأي قرار يستهدف تغيير الوضع القانوني والديموغرافي لهضبة الجولان السورية المحتلة.

وطالبت المنظمة في بيان أصدرته في ختام قمتها في مدينة مكة بالسعودية، في ساعة مبكرة من صباح السبت، “بانسحاب إسرائيل الكامل من الجولان السوري المحتل إلى حدود الرابع من يونيو 1967″.

وأكدت المنظمة عدم اعترافها “بأي قرار أو إجراء يستهدف تغيير الوضع القانوني والديموغرافي للجولان، وخصوصا رفض وإدانة القرار الأميركي الخاص بضم الجولان للأراضي الإسرائيلية، واعتباره غير شرعي ولاغيا ولا يترتب عليه أي أثر قانوني”. وشدد البيان على موقف المنظمة “المبدئي الداعي إلى ضرورة صون وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها ووئامها الاجتماعي”.

وأعلن الرئيس الأميركي في 21 مارس اعتراف بلاده بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، وهو قرار يتعارض مع المسار الذي انتهجته واشنطن منذ عقود في هذا المجال.

لكنّ الأعضاء الدائمين الأربعة الآخرين في مجلس الأمن  بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا أعلنوا أنهم سيواصلون اعتبار الجولان أرضا عربية محتلة من إسرائيل.