فوجِئَت عائلة الطفلة ليا أبي رعد، بالفريق الطبّي المشرف على إبنتهم المريضة يُخبرهم بوفاتها بعد نحو أربع ساعات على دخولها، مستشفى دار الأمل الجامعي  في بعلبك.
 
وقعت الصدمة كالصاعقة على الأهل، وأثارت عاصفة من ردود الفعل الغاضبة عبر مواقع التواصل الإجتماعي، حيثُ تضامنت مع أسرة الضحيّة وأعادت فتح ملف الأخطاء الطبّية في المؤسّسات الصحيّة، لاسيّما وأنّ الأخطاء الطبيّة تتكرّر بالرغم من أنّ الحالات المرضيّة تكون بسيطة تنتهي بفقدان المريض لحياته، بسبب جرعات زائدة من التخدير أو نتيجة سوء التشخيص.
 
وكتب قريب الطفلة، السيّد علاء أبي رعد، في تدوينةٍ له عبر صفحته الخاصّة على فيسبوك جاء فيها:" نحنا لا ولاد عشاير ولا طفار ولا حتى جماعة احزاب. بس اكيد ما منسكت عن حقنا. ليا ابي رعد تم قتلها بدم بارد. صور وفيديو ما لح انشر لانو هني موجودين عل انترنت. وزير الصحة #جميل_جبق #الاعلام #الجمعيات_الطبية و جماعة #حقوق_الطفل #وزارة_الصحة..."
 
وأجرى موقع "لبنان الجديد"، مُقابلة خاصّة مع السيّد علاء أبي رعد، الذي روى لنا تفاصيل الحادثة الأليمة التي حصلت مع قريبته:" بدايةً ليا هي إبنة عمّتي، نهار الجمعة إرتفعت حرارتها وطلبوا منّي وحدة دمّ، إلّا أنّه بعد أربع ساعات إتصلوا بي ليخبروني عن وفاتها".
 
 
وقال:"الطبيب المعالج طلب نقلها إلى المستشفى لأنّ حرارتها إرتفعت، وتبيّن أنّها تُعاني من اللّوكيميا لذا فضّل والد ليا أن تُنقل إلى إحدى المستشفيات في بيروت، إلّا أنّه خلال فترة الحجز لنقلها إلى بيروت، قرّر الطبيب أن يجري الإسعافات الأوليّة فوافق الأب بينما تصل سيّارة الإسعاف".
 
وأضاف:" الأهل صدموا أنّ اللّوكيميا ظهرت عليها بشكل مُفاجىء وعندما طلب الفريق الطبّي وحدات الدمّ، دخل الأهل إلى الغرفة للإطمئنان على صحّة ليا إلّا أنّها لم تتجاوب معهم بعد أن أعطوها 3 وحدات، حتى بدأ الدم يخرج من عينيها وعنقها"، موضّحًا "هنا وقعت الفاجعة، بعد ربع ساعة أخبر الفريق الطبّي أنّ إبنتهم فارقت الحياة".
 
ووصف أبي رعد  التعامل بـِ "الغير الإنساني" الموجود في المستشفيات في المنطقة بشكل عام ، قائلًا:"يتم التعامل مع المريض كـَ "قطعة لحم" ".
 
وتابع أبي رعد المفجوع، بغصّةٍ:" جثّة ليا هي عبارة عن كتلة من الدماء لِكثرة ما أعطيت جرعات دم زائدة"، وتسائلنا:"كيف ماتت بِسكتة قلبيّة وجثّتها كأنّها منقوعة بالدماء؟".
 
أمّا عن التواصل مع الجهّات الرسميّة المُختصّة، ردّ:" نحن استلمنا الجثّة وطلبنا تقرير الطبيب الشرّعي إلّا أنّ المستشفى لا تملكه، فقط قامت بتسليمنا شهادة وفاة، والمستشفى للصراحة لا تُزوِّد بأيّ تفاصيل".
 
وشدّد:" نحن نوصّل هذه الصرخة لإنقاذ المستوى الطبّي في المنطقة، ليا توفيّت ولن تعود.. إلّا أنّ هكذا حوادث لا يجب أن تتكرّر خصوصًا وأنّ الطبيب الذي عالجها ليس من إختصاصه هذه الحالة".
 
من جهّة أخرى، إتصل موقع "لبنان الجديد"، بوالد الضحيّة السيّد محمد أبي رعد الذي أكّد أنّ إبنته دخلت وهي تعاني من حرارة مرتفعة والصدمة كانت ندما أخبرونا في المستشفى عن وفاتها بعد ساعات معدودة.
 
وحمّل الوالد مسؤوليّة ما حصل للفريق الطبّي، قائلًا:" الطبيب الذي عالجها هو طبيب أطفال والحالة تستدعي طبيب إختصاص دمّ خصوصًا وأنّها أعطيت جرعات دمّ زائدة".
 
وشدّد الوالد أنّه رغم إنتشار الخبر إلّا أنّ وزارة الصحّة لم تتحرّك نهائيًّا لاسيّما وأنّ الملف أصبح بعهدتهم.
 
وسجّل الوالد عتبًا على وزير الصحّة وطلب منه أن يتحرّك اليوم قبل الغد وأن يكشف على المستشفى لتفادي تكرار هكذا حالات.
 
إلى جانب ذلك، حاولنا التواصل مع مستشفى دار الأمل للوقوف عند تفاصيل هذا الملف إلّا أنّ الردّ جاء:" الشخص المسؤول غايب عن السمع في نهاية الأسبوع".
 
وتُعاني المستشفيات في البقاع تحديدًا من نقص كبير في المستلزمات الطبيّة والأدوية والكوادر العاملة فيها وقلّة النظافة، أمّا المشكلة الحقيقيّة تكمنُ في السياسات الصحيّة والقانونيّة المتّبعة، نتيجة الإخفاقات وإهمال النظم الصحيّة العامّة.