أخي نعرف الاجتهاد بأنه بذل الجهد لاستنباط الحكم الشرعي من مداركه المقررة الأربعة.
كتاب الله، والسنة النبوية الشريفة، والاجماع ، والعقل..
وهناك قول أن كل ما حكم به الشرع حكم به العقل المتشرع والعكس.، فإن الاجتهاد يتطور مع تطور الأزمنة والامكنة..
وأما الغيرة التي قلت عنها على فتاوى آية الله فضل الله، ليست الا غيرة مصطنعة لأنها لم تجاري الزمن الذي نحن فيه، والتطور العقلي والادراك الفهمي، لحقيقة الفتوى .
فسؤالي مردود لك، أين غيرتكم في فتاوى العلماء والمراجع الكبار منذ زمن الشيخ الصدوق الى زمن السيد الخوئي، ام انّ عندكم حالة من التوجه لضرب والنيل من مرجع مجدد ذاع سيطه في العالم كله بفتاواه ، واظهار الدين على حقيقته والتشيع على نوره، ولا أدري ان كان حسد هو ام غيرة،،،
استطاع هذا الرجل ان يقلب الواقع الى فهم جديد للاسلام والتشيع.. فيا ايها الغيرة لستم احرص منه على التشيع الشريف وعلى الاسلام العظيم ، حيث يقول الله تعالى فلولا نفر من كل طائفة ليتفقهوا بالدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا..
هو الفقيه العادل في دين الله والذي غاص في دين الله والسنة النبوية الشريفة، ليكون هذا الذين اخذ موقعه في العقل وحياة الانسان.
وهنا لا بد من ذكر بعض الاراء لأعلامٍ سبقو ولهم اراء عدة تخالف ما هو مشهور ومعروف ، فإذا اخذتم بها واقرّيتم فيها يجب السكوت والوقوف عن النيل ممن فضل الله، وذلك لعدم دراستكم اراء العلماء فيما مضى..


ولا أدري ما هو حجم كيل الإتهامات التي سيوجهونها للمقدس الأردبيلي لو اطلعوا على بعض فتاواه، فهو يحتمل حرمة الاستخارة المشهورة الآن .
(زبدة البيان، ص626).
ويشكك في حرمة اللعب بآلات القمار من دون قمار.
(الزبدة : ص 631).
كما أنه يرى طهارة الخمر.
(الزبدة ، ص42).
يعطي احتمالا فقهيا في مسألة الحجاب بجواز كشف الرقبة وبعض الصدر والأجزاء السفلية من الساقين حيث يقول ما نصه : 
" وأيضا إن نظر إلى العادة والظاهر خصوصا الفقيرات فالعادة ظهور الرقبة بل الصدر والعضدين والساقين وغير ذلك، وبالجملة الحكم محل الإشكال وقد أوضحته في الجملة في محله من الفروع في شرح الإرشاد فتأمل".
( الزبدة، ص 544).
ومما يسهل الخطب أنهم قليلو الاطلاع على الكتب الفقهية.
ولعل المقدس المذكور يمثل أكبر رد عملي على فكرتهم، فهو من علماء الطائفة الكبار في علمه وثقافته وورعه حتى أطلق عليه "المقدس" لما روي عنه من كرامات وآثار عجيبة، وقصص في الورع والتقوى تفوق التصور، ولكنه رغم ذلك إنسان آخر في عالم الاستدلال والفتوى، فهو محتاط جدا في حياته العملية حتى قيل أنه لم يمد رجليه طوال أربعين سنة إجلالا واحتراما لله سبحانه وتعالى ولكنه في مقام الاستدلال يناقش ويحلل حتى قيل عنه أنه ما ترك مسألة بديهية إلا وقد شكك فيها.
(قصص العلماء، التنكابني، دار المحجة البيضاء، 199م ،ص 366).
و والجواهر والإمام الخميني والسيد الخوئي والسيد الصدر وغيرهم من أقطاب الطائفة لأن لكل واحد منهم فتاوى يتفرد بها ..

وإليك أمثلة متعددة لذلك

1_ الشيخ الصدوق يقول :
_ إن الصلاة على النبي وآله ليس جزءا واجبا من التشهد.
 _  جواز السهو على الأنبياء.
_ تحقق الغروب بسقوط قرص الشمس.
_ الشهادة الثالثة في الآذان من وضع الغلاة والمفوضة.
_ جواز الوضوء بماء الورد.
(من لا يحضره الفقيه، ج1، ص188 و علل الشرائع ، ص 33).

2_ الشيخ الطوسي يقول :
_ عدم تقدم المعصوم في الصناعات ورجوعه فيها لأهل الخبرة.
_ عدم تنجس الماء القليل بما لا يدركه  الطرف من الدم.
_ العدالة هي الإسلام مع عدم ظهور الفسق.
(روضات الجنات، والاقتصاد في الاعتقاد، ص 192).

3_ السيد المرتضى علم الهدى يقول:
_ الثوب المنسوج من قطن أو كتان إذا كان طاهرا يكره السجود عليه كراهة التنزيه وطلب الفضل، لا أنه محظور محرم( رسائل الشريف المرتضى، ج1،ص174) وهذا يوافق رأي أخيه الشريف الرضي الذي يقول "أن يكون المراد مباشرة ترابها بالجباه في حال السجود عليها، وتعفر الوجوه فيها، ويكون هذا القول أمر تأديب لا أمر وجوب، لأن من سجد على جلدة الأرض ومن سجد على حائل بينها وبين الوجه واحد في أجزاء الصلاة، إلا أن مباشرتها بالسجود أفضل".
(مجلة تراثنا_ العدد 5، السنة الاولى 1406ه ،ص112).
_المفطرات التي تبطل الصوم أربعة الأكل والشرب وإنزال الماء الدافق والجماع.
(رسائل الشريف المرتضى،ج3،ص54).
_ جواز أن يغلب النوم الأنبياء في أوقات الصلاة فيقضونها ولا يعد ذلك نقصا وعيبا.
(الأنوار النعمانية، ج4، ص34).

4_ الشهيد الثاني يقول :
_ احتمال الإكتفاء في التشيع بالاعتقاد بإمامة الأئمة وفرض طاعتهم من دون اعتقاد العصمة.
(رجال بحر العلوم ،ج3، ص72).
_ حلية ذبائح أهل الكتاب.
(شرح اللمعة).

5_ صاحب الحدائق يقول :
_ عدم مفطرية الغبار الغليظ .
( الحدائق ، ج13، ص72) 
_ جواز تقليد الميت ابتداء وعدم وجوب تقليد الأعلم وجواز التبعيض.
_ جواز بلع ما يتبقى من الطعام بين الأسنان في الصيام.
(الحدائق ، ج13،ص 79).

6_ الامام الخميني يقول :
_ جواز اللعب بالشطرنج من دون قمار.
_ جواز الصلاة جماعة مع أهل السنة مطلقا.
(أحكام الإسلام ، ص 223).
_ جواز تفخيذ الرضيعة.
(تحرير الوسيلة، رقم 2، مسألة رقم12،ص216).

7_ السيد أبو القاسم الخوئي يقول :
_ أن القدر المتيقن من السهو الممنوع على المعصوم هو السهو في غير الموضوعات الخارجية.
(صراط النجاة، ج1، ص462).
_ من زنا بذات بعل فلا تحرم عليه مؤبدا.

فإلى متى سنبقى نعيش التحجر والعصبية ؟!
فما الفرق بين اجتهاد السيد فضل الله، واجتهاد باقي المراجع؟؟
اوليسوا من معين واحد؟ فالعقل هو الذي يحدد بين المجتهدين..بين عصر قديم وعصر حديث.

 

 

الشيخ علي خليل شحيمي