التجاوزات الإيرانية وما تشكله من خطر على أمن المنطقة لم يعد من الممكن السكوت عنه.
 
 تستضيف السعودية ثلاث قمم سياسية هامة على خلفية التطورات التي تشهدها المنطقة، حيث من المنتظر أن تسلط هذه الاجتماعات الضوء على التهديدات الإيرانية التي لم يعد من الممكن السكوت عنها لما باتت تشكله من خطر على أمن الشرق الأوسط.
 
وتأتي هذه القمم الثلاث تزامنا مع تصاعد التوتر بين الولايا المتحدة الأميركية وإيران منذ إقرار واشنطن حزمة من العقوبات على النظام في طهران في مساع لردع برنامجها للصواريخ الباليستية ووقف دعم الجمهورية الإسلامية للتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة.
 
وتعقد في مدينة مكة المكرمة التي تحمل رمزية كبيرة لدى المسلمين، قمتين عربية وخليجية طارئتين بدعوة من السعودية، وقمة دورية لمنظمة التعاون الإسلامي.
 
وجاءت القمتين الخليجية والعربية بدعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيزعلى خلفية تصاعد التهديدات الإيرانية التي استهدفت أمن المملكة، خصوصا بعد الهجمات على محطتي ضخ للنفط، وأمن المنطقة الشرق أوسطية برمتها وضمان سلامة الملاحة البحرية وإمدادات النفط العالمية.
 
وطالبت السعودية في اجتماع على مستوى وزراء الخارجية لمنظمة التعاون الإسلامي بـ"رفض تدخّل" إيران في شؤون الدول الأخرى.
 
وقال وزير الخارجية السعودي إبراهيم العساف إن الهجمات على منشآت النفط في الخليج يجب التصدي لها "بكل قوة وحزم" وإنه يجب بذل المزيد من الجهود لمكافحة الأعمال التخريبية للجماعات التي نفذتها.

وأوضح في كلمة ألقاها أمام الحاضرين وبينهم وفد دبلوماسي إيراني، أنّ "دعم" طهران للمتمرّدين اليمنيّين "مثال واضح" على "التدخّل في الشؤون الداخليّة للدول، وهو أمر يجب أن ترفضه منظمة التعاون الإسلامي".  

وبدت السياسة السعودية حازمة حيال أنشطة طهران التخريبية في المنطقة خصوصا بعد استهداف ناقلتي نفط قبالة السواحل الإماراتية والهجمات على محطتي ضخ للنفط من قبل المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.

وأكدت أن الرياض أنها سترد بكل قوة وحزم على تجاوزات تهدد أمنها ومصالح المملكة في المنطقة.

وتعمل الرياض من خلال القمتين الخليجية والعربية على وحدة الصف العربي الخليجي في مواجهة إيران التي تشكل التهديد الأبرز للأمن المنطقة.

وتلقي السعودية بكل ثقلها في هذه المواجهة من أجل وضع حد لتجاوزات طهران وتدخلاتها المتواصلة في أكثر من عاصمة عربية من خلال ميليشيات مسلحة تدين بالولاء إلى ولاية الفقيه.

وتستغل السعودية الضغوط المسلطة على إيران من قبل الولايات المتحدة لمزيد تضييق الخناق على النظام وعزله إقليميا ودوليا.

فمنذ تشديد الإدارة الأميركيّة العقوبات على قطاع النفط الإيراني بداية مايو، تسارعت الأحداث في المنطقة، حيث تصاعدت هجمات متمرّدي اليمن المقرّبين من إيران على السعوديّة، بينها هجوم على خط أنابيب للنفط قرب الرياض بطائرات بلا طيّار.

وجاءت تصريحات مستشار الأمن القومي جون بولتون لدى زيارته إلى دولة الإمارات لتؤكد ضلوع إيران في الهجمات التي استهدفت إمدادات النفط العالمية.

وقال إنّه من "شبه المؤكّد" أنّ إيران تقف وراء الهجوم الذي استهدف أربع سفن قبالة سواحل الإمارات هذا الشهر.

وكانت الولايات المتحدة عزّزت حضورها العسكري في المنطقة عبر إرسال حاملة طائرات وإعلانها زيادة عدد قواتها بـ1500 جندي، وسط تهديد إيراني بإغلاق مضيق هرمز الذي تعبر منه يومياً 35 بالمئة من إمدادات النفط العالمية التي تنقل بحراً، في حال وقعت حرب.

وإيران عضو في منظمة التعاون الإسلامي، لكنّ شكوكاً تحيط بمشاركة رئيسها حسن روحاني في القمّة، في ظلّ توتر العلاقات بين طهران والرياض، والمنظّمة هي ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد الأمم المتحدة.

 

وكتبت وزارة الخارجية السعودية على تويتر "المملكة جنّدت كل الإمكانيات لإنجاح القمم"، وفي تغريدة أخرى "الدول اجتمعت من أجل أمن واستقرار المنطقة والعالم في قصر الصفا المطل على الحرم المكي الشريف".