هنا يسأل اللبنانيون المتضررون من وجود سلاح غير السلاح الشرعي لماذا تأتي الجحافل لحظة صبّ سطح غرفة أو بناء خيمة ولا يرى أحد أحدًا عندما يتعلق الأمر بظواهر السلاح؟ سؤال متعب وشاق ومضني ولا جواب عليه
 

يعيبون المرتشي ويسمون السارق للمال العام بالفاسد ووضعوا ما من شأنه أن يردع الراشي والمراتشي والفاسد والمفسد وصدقنا الحيلة وآمن بها حتى نتحرر من عفن السياسة والسياسيين ونتطلع إلى موازنة جادة وشفافة تلبي الطموحات اللبنانية والشروط الدولية لعلّ الفرج يأتي من غيب طال انتظاره.

لكن لا أحد يسمي أسماء مطلقي الرصاص بالهواء بمناسبة أو غير مناسبة من قبل سلاح ومسلحين لا نعرف حقيقة أمرهم سوى أنهم واقع لا يمكن تجاوزه وهذا ما يضع الطبقة السياسية بين ظفرين كمتهمين بحماية السلاح والمسلحين لأغراض باتت معروفة ولا حاجة لتكرارها مادام السلاح يلبي مصالح الكثيرين ويخدمهم ومادام مستعص على البعض الآخر لضعف فيه وحاجته الملحة الى السكوت مخافة على السلطة وكرسي الحكم.

إقرأ أيضًا: مولود جديد ينضم الى لائحة تكفير السيّد

الزعيم وليد جنبلاط يغرّد ضدّ مطلقي الرصاص ويدعو الى علاج ظاهرة انتشار السلاح في السعديات واذاعة صوت لبنان خصصت فقرة صباحية عن ظاهرة اطلاق النار التي تودي كلما حدثت بقتل أناس أبرياء والناس يموجون ضدّ فلتان السلاح ولا رقابة على حامليه من قبل المعنيين وهنا يسأل اللبنانيون المتضررون من وجود سلاح غير السلاح الشرعي لماذا تأتي الجحافل لحظة صبّ سطح غرفة أو بناء خيمة ولا يرى أحد أحداً عندما يتعلق الأمر بظواهر السلاح؟

سؤال متعب وشاق ومضني ولا جواب عليه لذا هو سؤال في غرفة الانعاش فجهابذة السلطة في واد غير واد فهمهم أكبر من هموم المواطنيين العاديين الذين ينظرون الى الأمن من عين ضيقة لا ترى أكثر من حدود إصبع أو إصبعين في حين أن الآخرين من أولي السياسة ينظرون الى أبعد من ذلك الى استراتيجيات لا يفقهها المعترضون على السلاح والفوضى المترتبة عنه وعليه وبالتالي ثمّة حاجة للحماية الدائمة وهذا ما يوفره السلاح إن لصدّ الداخل أو الخارج من أعداء متربصين بلبنان وأمنه وسلامته ودوره الحضاري والطليعي كمركز ثقافي وانساني وابداعي ونضالي تغلب على الجميع ولم يُغلب انتصر على الأتراك وعلى الفرنسيين وعلى العدو الاسرائيلي ولم يُهزم طيلة قيامه لذا فالسلاح فيه جزءًا كبيراً من وحدته وسيادته فالمقاومة المسيحية هي التي تغلبت على الأتراك وهي من واجهت السلاح الفلسطيني ومن ثم الوجود السوري والمقاومة الاسلامية هي من قاتلت الاحتلالين الفرنسي والاسرائيلي ولم يتم ذلك بواسطة السلاح الرسمي.

إقرأ أيضًا: 25 أيّار من انتصار إلى هزيمة

اذن لبنان في حماية المقاومتين المذكورتين والسلاح الشعبي ظاهرة صحية وسلبية وجوده المحدودة لا تلغي من جوهر دوره الايجابي لذا علينا أن نحترم الرصاص الطائش ما هو الاّ لعنة صغيرة وعلينا أن نقلل من أهمية الخلافات الفردية أو الجماعية والتي يستخدم فيها السلاح دفاعاً عن شخص أو عشيرة أو طائفة أو سياسة أو مصالح داخلية أو خارجية ما دام لبنان محمي بسلاح الأحزاب و الطوائف و الملل و العشائر.

عذراً وليد جنبلاط لا مجال لمجاراتك في سوق السلاح الفلتان.