الكاتب: جان لويس سماحة
 
فشلت زيارة الوزير جبران باسيل إلى منطقة جزين فشلاً مدويّاً لم يستطع لا هو ولا مستشاريه ولا الوفد الذي رافقه أو حتّى نواب المنطقة من إخفاء مظاهره. فرغم الجهود التي بُذِلَت من مسؤولي المنطقة في التيار الوطني الحر لتأمين حشد شعبيّ في استقبال باسيل في محطاته المتعددة، اصطدموا بواقع مرير يعيشه "التيار" في المنطقة.
 
الفشل الذي طبع الزيارة لا يقتصر على الحشد الهزيل جداً والذي وصل إلى أسوء درك، بل تظهّر بالجبهات التي تجسّدت بين نائبيّ "التيار" في المنطقة، كما الخلافات الحادّة بين المحازبين والتي دفعت باسيل للإنسحاب من إحدى اللقاءات.
 
يرفض أحد مُحازبي التيار (وقد تمنّى عدم ذكر اسمه)، والذي يحمل مآخذ عدّة على القيادة، أن يحصر المسألة في النقطتين أعلاه، بل يسترسل في تعداد الإخفاقات المتتالية للتيّار في المنطقة وقد يكون أبرز ملامحها اللغة المزدوجة التي يُحاكي فيها المسؤولين القاعدة الحزبية والشعبي، بحيثُ أنّهم سرعان ما ينقلبون على وعودهم عند لحظات الحسم، وهنا يبرز الموقف المتقلّب للنائب زياد أسود من مشروع "سد بسري".
 
لا شكَّ أنَّ قادم الأيّام سيحمل انبلاجاً أكبر للتصدّع الكبير الذي لحق "تيار باسيل" في جزين، والذي لن يعود للمسار السليم سوى بتغييرٍ شامل لكلّ القيادات الحزبية في المنطقة مع تغيير جذري في أسلوب مقاربة الشؤون المحلية وفق أحد المطلّعين، هذا إن كان الوزير باسيل يُريد إبقاء موطىء قدم ثابت له هناك.