إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قبل ظهر اليوم، في الصرح البطريركي في بكركي، النائب جوزف اسحق الذي قدم تعازيه بوفاة المثلث الرحمة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير.

ولفت اسحق بعد اللقاء الى انه نقل ايضا تعازي الرعية المارونية في اوستراليا، والتي كان قد التقاها خلال زيارته لها، معربا عن تقديره واعجابه بالأبرشية المارونية ومؤمنيها في سيدني.

وأكد اسحق أن "القوات اللبنانية ومنطقة بشري لطالما كانوا الى جانب البطريركية المارونية منذ 1400 سنة، وهم اليوم أكثر دعما لها، وسوف نبقى الى جانب ابينا البطريرك الراعي في مسيرته الروحية والوطنية".

وختم لافتا الى "أن القوات اللبنانية تمثل مقاومة كل ما يتعارض مع الحرية سواء كان في الإطار السياسي او الديني او الإجتماعي او الإقتصادي والامني"، منوها "بالعلاقة المميزة التي تجمع بين ابناء الوطن الاوحد في اوستراليا، وبالنشاط اللافت الذي تقوم به الرعية المارونية في اوستراليا وعلى رأسها راعي ابرشيتها المطران انطوان شربل طربيه".

ثم التقى وفدا من جمعية chretiente solidarite برئاسة مؤسسها برنارد انطوني في زيارة اطلع فيها من الراعي على وضع الحضور المسيحي في الشرق.

واستمع الوفد من البطريرك الى قراءة سريعة عن وضع المسيحيين في الشرق عموما وفي لبنان خصوصا، والتي شدد فيها على "ضرورة ان تتحرك الأسرة الدولية بهدف اعادة النازحين السوريين الى بلادهم ليشكلوا استمرارية لحضارة وتاريخ عريق صنعوه بأنفسهم"، مشددا على ان "هذه العودة تريح لبنان على كل الصعد، فلبنان لا يهمه تلقي شهادات دولية بحسن ضيافته للنازحين، بل هو يطالب الأسرة الدولية بفصل موضوع النازحين السوريين عن الحل السياسي في سوريا، ذلك ان الحل لا افق له على المدى المنظور، فنحن منذ 71 سنة ننتظر حلا للقضية الفلسطينية وكل ما يدور على ارض الواقع ينذر بانه ما من حل على المدى المنظور".

ورأى الراعي أن "الدول المعنية مباشرة بوضع حد لحالة اللااستقرار والحرب والنزوح والدمار الثقافي والمادي في عدد من دول الشرق الأوسط، غير مهتمة بإنهاء النزاع في هذه المنطقة من العالم لمصالحها الخاصة التي لا تحاكي القيم الإنسانية. هم لديهم تطلعاتهم السياسية والاقتصادية، أما نحن فتطلعاتنا محض انسانية".

وختم مستشهدا بكلام قداسة البابا يوحنا بولس الثاني الذي أكد فيه ان "نمو وتطور الحضور المسيحي في لبنان يؤمن استمرارية حقيقية لحضور المسيحيين في الشرق بأكمله".

بدوره، أعرب انطوني عن "شكر وتقدير الوفد لصاحب الغبطة على حفاوة استقباله وقراءته الموضوعية لما يدور في منطقة الشرق الأوسط ولا سيما في الشق المتعلق بالحضور المسيحي فيه والأحداث التي اثرت سلبا عليه".

وأكد "وقوف الجمعية الى جانب المسيحيين في لبنان والشرق، والعمل وفق إرشادات البطريرك الراعي المفعم بالطيبة والصراحة"، مشددا على "نقل ما سمعه الوفد من غبطته من حقائق عن الوضع الراهن في لبنان والمنطقة الى كل الأماكن التي نحضر فيها ونحن على استعداد تام للمساعدة".