الأحزاب المشككة في الاتحاد الأوروبي تعزز مواقعها وترفع نسبة أصواتها في انتخابات البرلمان الأوروبي.
 
يبدو أن أحزاب اليمين الأوروبي المشككة في جدوى التكتل والمناهضة للهجرة في طريقها إلى تحقيق نتائج إيجابية من شأنها أن تعزز مخاوف الداعمين لوحدة الاتحاد الأوروبي.
 
وتمكنت أحزاب اليمين المتطرف وحزب الخضر من تعزيز مواقعها ورفع نسبة أصواتها في انتخابات البرلمان الأوروبي، وفق النتائج الأولية.
 
وبحسب هذه التقديرات الأولية المنشورة حول نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي، فإن الأحزاب المؤيدة للاتحاد الأوروبي ستشكل ثلاثة أرباع البرلمان إلا أن الأحزاب الشعبوية والخضر رفعت نسبة أصواتها بشكل ملحوظ.
 
ففي بريطانيا، يبدو أن "حزب بريكسيت" الجديد الذي يتزعمه نايجل فاراج في طريقه لتحقيق الفوز في انتخابات البرلمان الأوروبي، حسبما أظهرت النتائج الجزئية، في الوقت الذي عانى فيه حزب رئيسة الوزراء البريطانية (حزب المحافظين) والحزب المعارض الرئيسي في بريطانيا (حزب العمال)من خسائر فادحة.
 
واستغل حزب المخضرم فاراج المتشكك في الاتحاد الأوروبي موجة عدم الرضا العام والغضب من الحالة الحالية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) للحصول على 31.7 بالمئة من الأصوات، وحصل على 28 مقعدًا من أصل 73 مقعدًا لبريطانيا في البرلمان الأوروبي، وفقًا لتقديرات الاتحاد الأوروبي.
 
وقد يحصل الحزب على عدد مقاعد أكثر مما سيحصل على الحزبين الرئيسيين في البلاد مجتمعين، وفقا للتوقعات.
 
وحل حزب الشعب الأوروبي في المركز الأول بالانتخابات، بحصوله على 173 مقعدا من أصل 751، بينما كان عدد مقاعده قبل الانتخابات 216.
 
واحتل حزب الاشتراكيين الأوروبيين المركز الثاني، بحصوله على 147 مقعدا، ليفقد 40 مقعدا، تلاه ثالثا تحالف الليبراليين والديمقراطيين من أجل أوروبا، الذي حصل على 102 مقعد.

وفي المركز الرابع حلّ حزب الخضر الأوروبي، بحصوله على 71 مقعدا، وخامسا تحالف المحافظين والإصلاحيين في أوروبا بحصوله على 58 مقعدا.

وجاءت كتلة "أوروبا الأمم والحريات" في المركز السادس، بحصولها على 57 مقعدا، وسابعا كتلة "أوروبا الحريّة والديمقراطيّة المباشرة" بحصولها على 56 مقعدا.

أما في المركز الثامن، حلت كتلة اليسار المتحد الأوروبي-اليسار الأخضر النوردي، بحصولها على 42 مقعدا، فيما حصد مرشحون مستقلون المقاعد الـ 45 المتبقية.

وتمثل الكتل الثلاث "تحالف المحافظين والإصلاحيين في أوروبا"، و"أوروبا الأمم والحريات"، و"أوروبا الحريّة والديمقراطيّة المباشرة" الأحزاب اليمينية المتطرفة.

وترسم انتخابات البرلمان الأوروبي معالم المرحلة المقبلة داخل الاتحاد الأوروبي، فنتائجها بمثابة الاستفتاء على الوحدة الأوروبية والسياسات الأوروبية المشتركة، وهي بمثابة المواجهة عبر الاقتراع بين من يريدون الاستمرار بالمغامرة الأوروبية وبين من يحاربونها، وستعيد انتخابات البرلمان تشكيل المشهد السياسي في القارة وستكون حاسمة للسباق إلى المناصب الأساسية في المؤسسات الأوروبية.

وقد دعي 427 مليون ناخب أوروبي إلى التصويت لانتخاب 751 نائبا في البرلمان الأوروبي لولاية مدتها خمس سنوات في ما يوصف بأنه أكبر انتخابات عابرة للحدود الوطنية في العالم، حيث يلعب الناخبون دورا حاسما في صياغة القوانين الأوروبية.

وأظهرت أولى التقديرات تقدم الأحزاب المشككة في جدوى الاتحاد، الأمر الذي يهز من جديد مكانة الأحزاب التقليدية المؤيدة للاتحاد الأوروبي، فمع صعود التيار القومي في البرلمان الأوروبي سيقع كبح العمل المشترك في السياسات الاقتصادية والخارجية.

وهذه الانقسامات السياسية تهدد مستقبل الاتحاد الأوروبي بسبب وجهات نظر مختلفة حول معنى المشروع الأوروبي والوحدة الأوروبية التي ينادي بها الاتحاد منذ تأسيسه.