مفاوضات للإفراج عن رفيقيه بعد أيام من الإختفاء في جرود عرسال
 

شيّعت منطقة عرسال، أمس الأحد، الشاب حسين علي الحجيري، الذي أعلن عن مقتله الخميس الماضي، أثناء توجهه إلى المنطقة مع رفيقيه وسام كرنبي ونايف رايد لتفقد بساتينهم والإفطار فيها، فيما تجرى إتصالات للإفراج عن الشابين اللذين كانا برفقته وأعلن عن اختفائهما.

وفي كلمة له خلال التشييع، رأى نائب "تيار المستقبل"، بكر الحجيري، أن "النظام السوري حكم لبنان خلال 30 عامًا، ولا يزال يطمح بالرجوع إليه"، وقال: "الشهيد حسين قتل خلال رحلة لصيد الحجل بواسطة الشباك، ولم يحمل أسلحة صيد هو أو رفاقه، فكان جزاؤه القتل وإلقاء القبض على اثنين من رفاقه، لذلك نقول لهذا النظام، لن تعودوا إلى لبنان، فوجودكم كان حقبة سيئة في تاريخ لبنان، ولن نعود إليها، لبنان له سيادته وحريته واستقلاله"، مطالبًا بـ "إعادة النظر بوضع عرسال من قبل الدولة".

كما أكدت نائبة رئيس بلدية عرسال ريما كرنبي نقلًا عن صحيفة "الشرق الأوسط"، ما قاله النائب الحجيري، مشيرةً إلى أنه "لغاية الآن لا نعلم بالتحديد ماذا حصل، والمعلومات التي وصلتنا لغاية الآن تقتصر على تلك التي أعلنها النظام، وقال إنهم تسللوا إلى الداخل السوري وحصل معهم اشتباك، علمًا بأن المنطقة في الجرود متداخلة بين لبنان وسوريا، ومن المعروف أن هؤلاء المواطنين يذهبون أحيانًا لصيد الحجل عبر الشباك، وبالتالي لا يحملون معهم حتى سلاح الصيد"، وفيما لفتت إلى أن "الحقيقة الكاملة ستعرف عند الإفراج عن رفيقي الحجيري، قالت إن اتصالات تجرى مع النظام السوري عبر مدير عام الأمن العام اللبناني عباس إبراهيم ومخاتير تربطهم علاقات مع أشخاص محسوبين على النظام للإفراج عنهما"، مشيرةً إلى أن "هناك معلومات بأن ذلك سيتم قريبًا".

وفي المقابل، قال تيار المستقبل في بيان له إن "الحجيري سقط ضحية إجرام النظام السوري، بعدما توغل جنوده في داخل الأراضي اللبنانية في جرود عرسال، وخطفوا الحجيري ورفيقيه وسام كرنبي ونايف رايد، وتم اقتيادهم إلى داخل الأراضي السورية، بعد الاعتداء عليهم، وهم يمارسون رياضة الصيد في محلة وادي الشاحوط، وفيما تبين من جثة الشهيد الحجيري التي استعادها الأمن العام، أنه خضع للتعذيب وضرب بآلة حادة على رأسه، لا يزال مصير رفيقيه مجهولًا، في الوقت الذي نعمل فيه مع الأمن العام على تبيان مصيرهما وتحريرهما وإعادتهما سالمين إلى أهلهم ووطنهم".

كما واعتبر "المستقبل" في عرسال، أن "ما حصل اعتداء خطير على عرسال وأهلها، الذين يدفعون مجددًا ضريبة الدم، فقط لأنهم مواطنون لبنانيون في أراض لبنانية متروكة لمصيرها، وعلى حدود لبنانية تستباح يوميًا من قبل جيش النظام السوري، إن عرسال التي اعتادت العض على كل الجراح، وتحملت ما لم يتحمله أحد من افتراءات، بفعل موقعها الجغرافي واحتضانها لأخوتها السوريين الهاربين من بطش نظام الأسد، لا يمكن أن تقبل باستمرار هذا الواقع الخطير على حدودها، وتطالب الدولة اللبنانية، بالالتفات مجددًا إلى جرودها، وتفعيل مهمات الجيش اللبناني في ضبط الحدود ومنع استباحة السيادة اللبنانية".