وأنا الشيعي الذي شعرتُ بكبرياء الكنيسة وسؤددها وقوتها بعدما خرج على لسان أحدهم بحق البطريارك صفير، وإجماع القادة المسيحيين على الإدانة، وإصرارهم على إظهار قيمة رموزهم حتى ممن كان يختلف معهم خلال حياتهم، إلا أن الرمزية مقدسة، والرمز شرف الطائفة الذي لا يسمح بتدنيسه،
انحني احتراماً واجلالاً لطائفة يجدر بنا الاقتداء بها..
بالامس نال مجهول علماً ومشكوك بنسبته لرسول الانسانية، من رمز ومرجعية علمية ووطنية وانسانية بكلمات تشبه صاحبها على مستوى الخواء والجهل مما استفز مشاعر اتباع تلك المرجعية التي انتشرت في أقاصي الارض، إلا أن الآفة أننا لم نسمع موقفاً واضحاً وحاسماً ممن عرف عنه سرعة حسمه وبطشه بكل مَن يخطئ من القريبين منه أو المحسوبين عليه، ويرمي الطلاق بالثلاث بشكل متسرع ودون أدنى تروي بحق من عرفوا بالصدق والتضحية على طول التاريخ دون أن يراعي أي اعتبار لتاريخهم وحتى لفضلهم على ما وصل اليه 
لماذا لم نسمع موقفاً موازياً للموقف الذي اتخذه بحق الصديق سالم زهران المدلل قبل يوم من تاريخ مقابلة لم ترق له فاذا بالتسريب أن الحرس ابلغوا بعدم السماح لسالم زهران بالدخول الى عين التينة لأنه فقأ عيناً لنا مصلحة معها!!
ترى ما الذي يمنع  النبيه من اتخاذ موقف - سيلتحق به المجلس الشيعي تلقائياً - بحق من يبث الافكار المنحرفة والتافهة، ربيب الشيرازية المتحكمة بمفاصل العمل الثقافي لحركة امل.. والقابضة على حركة الوعي لبث ثقافة الشيخية المغالية التي لا تمت الى فكر الامام الصدر بأية صلة، ويستحقرها الرئيس النبيه ويستسخف بها؟
هل هو الضعف أمام الشريك الذي يدفعه للملمة كل القشاقيش بما فيها من أوبئة فكرية؛ لاشعال حماسة الجمهور وشد العصب بوقود الجهل لينضج خبز السلطة والمنصب؟ 
أم  أنه التشتت والمحسوبيات وبوادر الانقسام الداخلي في مرحلة توزيع تركة المحتضر قبيل الوفاة؟!
ما ستبينه الأيام القادمة له دلالاته الكبرى، وبناء عليه يجب أن تقرا الأمور، 
فإذا مرت فعلة المتمسيد الشنيعة دون أي موقف من دولة الرئيس فهي أحد امرين لا ثالث لهما:
اما أن هؤلاء اصبحوا رقماً صعباً يخشى منه دولته، فيكون حاله حال من كبّر وحشاً وهو خائف مِن أن يفترسه،
أو أنه راضٍ على ثقافة الخرافة ما دامت تحقق له مكاسب الزعامة التي تشكل أولوية الأولويات.. 
ومعنى ذلك أنه سيبرز من الآن وصاعدا الف قرن للفتنة، وألف عميد للجهل..
وسينقلب السحر على الساحر ولن يكون ذلك ببعيد..
ألف رحمة على روح الإمام موسى الصدر، وألف رصاصة على فكره ونهجه من قبل العمائم الخاوية من العلم والتقوى 
ولو كان مقياس الصلاح والعلم كم الحضور فلا يخفى على أحد أن أي مطرب أو راقص أو مهرج يجمع أكثر من كل هولاء الذين يختلفون معهم في المضمون فقط.

الشكل حسيني والمضمون يزيدي بامتياز ورحم الله الشهيد مطهري 
قتل الحسين ع مرة على يد عبيد الله بن زياد وآلاف المرات على أيدي قراء العزاء الجهلة، ومن حول نهضة الحسين الى وسيلة للكسب والاثراء.

وفي النهاية يبقى عميد الوعي هو العالم الشيخ الوائلي 
ويمكنكم أن تنصبوا ألف عميد للخرافة والجهل والكركوزية المنبرية فافعلو ما تشاؤن.

 

الكاتب احمد يحي
العراق بغداد