ليس من المستبعد أن يكون هناك أجندة لإثارة فتنة طائفية في ظل الأوضاع الأمنية والسياسية الإقليمية الهشة وتوتر العلاقات الإيرانية السعودية، من يستفيد من تلك النعرات إلا أعداء الأمة الإسلامية؟
 

خسر مدير القناة الخامسة للتلفزيون الإيراني منصبه على خلفية الإساءة إلى الخلفاء الثلاث وأم المؤمنين عائشة خلال برنامج تم بثه مباشرة على الهواء. 

وفي التفاصيل فإن المداح أحد قدمي قام بلعن الخلفاء الثلاث وأم المؤمنين عائشة ليلة الخامس عشر من شهر رمضان التي يحتفل بها الشيعة سنويا بمناسبة ميلاد الإمام حسن المجتبى ثاني أئمة الشيعة.

وفي حين أن الإمام المجتبى يمثل احد اكبر رموز الوحدة الإسلامية لقيامه بالصلح مع معاوية بن أبي سفيان من اجل درء الفتنة وحقن الدماء إلا أن الاحتفال بميلاده أقامته القناة الخامسة للتلفزيون الإيراني تحول إلى مادة للفتنة الطائفية. 

إقرأ أيضًا: قطر وتركيا تطعنان إيران في الظهر

أثارت تلك الإساءة، سخط اهل السنة وحتى أوساط الشيعة في إيران ما دفع بمعاون رئيس هيئة الاذاعة والتلفزيون إلى الاعتذار والايضاح بأن الشخص المذكور لم يكن مدعوا للمداخلة وإنما استغل الفرصة وقفز إلى المنصة وأخذ بالميكروفون وقام بلعن الخلفاء الثلاث وام المؤمنين عائشة، وأضاف مير باقري ان هيئة الاذاعة والتلفزيون سوف ترفع دعوى قضائية ضد هذا الشخص كما اصدرت مذكرة توبيخ بحق مدير القناة الخامسة ولكن تلك الاجراءات لم تكن مقنعة للرأي العام. 

وأكد ممثل المرشد الأعلى بمحافظة غولستان آية الله نور مفيدي ان تلك الاجراءات ليست كافية ويجب إقالة مدير القناة من منصبه، واستجابة لضغط الشارع قام رئيس هيئة الاذاعة والتلفزيون الإيرانية باقالة جواد رمضان نجاد من منصبه يوم الأحد كما استدعت المحكمة الخاصة للإعلام والثقافة بطهران المداح قدمي وبعد توجيه الاتهام تم اخلاء سبيله مقابل كفالة مالية.

إقرأ أيضًا: ايران تلقي الكرة في ملعب جيرانها الخليجيين

أفاد موقع انتخاب أن المتهم هو صهر شقيقة الرئيس الإيراني السابق محمود احمدي نجاد وتولى مناصب مهمة في بداية ولاية نجاد ولكنه أقيل من منصبه بتهمة الفساد المالي والأخلاقي كما أنه اعتقل قبل سنوات بتهمة التورط في ملف للتجسس. 

ليس من المستبعد أن يكون هناك أجندة لإثارة فتنة طائفية في ظل الأوضاع الأمنية والسياسية الإقليمية الهشة وتوتر العلاقات الإيرانية السعودية، من يستفيد من تلك النعرات إلا أعداء الأمة الإسلامية؟

تزامنت إساءة مداح إيراني  لرموز اهل السنة مع اساءة خطيب لبناني للعلامة فضل الله وهو رمز للوحدة الإسلامية. ما يجمع بين المداح الإيراني والخطيب اللبناني هو أن خليفة النبي هو الذي قتل بنته فاطمة الزهراء، أما ذنب العلامة فضل الله الذي لا يسامحه عليه الظلاميون من الشيعة هو أنه ينفي قيام خليفة النبي عمر بن خطاب بكسر ضلع السيدة زهراء خلال الهجوم علي بيتها وذلك عبر جملة من التساؤولات والتشكيك في روايات تاريخية غير موثوقة.