ألا يكفينا من النرجسيات الدينية العاشقة لذاتها وملاذاتها لتدعي بأنها رسل الله والعاشقة لحب أوليائه وكأنه المهدي المنقذ ويحمل في جبته أصابع النار، وتحت عمته شيطانٌ مريد، كفاكم تجريحاً يا وكلاء الله والدين.
 

كفانا جراحاً وتجريحاً، وتفرقاً وتمزيقاً،ألا يكفينا في هذا البلد من المصائب ما يكفي، ألم نرى جيشاً جائعاً وعارياً يشحذ أكلاً وينحني مسبِّحاً بحمد السلطان، حتى لا يصبح فزَّاعةً لعصافير الشوك، ويطأطأ رأسه خيفة وخشية، وهو يؤدي عبادة الصباح والمساء.

اقرا ايضا : همسٌ سياسي لإستقالة رئيس المجلس الشيعي..؟

 

 مضحكةٌ مبكيةٌ معركة النزاع على رضوان الله، أيُ خيرٍ تطلبونه لهذا البلد ولطوائفكم في الوقت الذي لا يريدون منكم هذا الخير، كم ثارت من الفتن والحروب لطلاَّب الخير والدعوة إلى الله لأن جماعة من روَّاد الخير والإصلاح يريدون الخير لغيرهم الذي لم يريدوه ويفرضون عليهم الحق الذي لم يفرضوه وما يزالون مختلفون في الخصام ومتفقين في عدمه، في كل فترة يأتي علينا شيخ وواعظ مبتدئٌ ليحبس علينا السماء في قارورة تفيض عليه أرباحاً ويأخذ الشمس إلى منصة الوعظ الخرافي والإسطوري، ألا يكفينا من النرجسيات الدينية العاشقة لذاتها وملاذاتها لتدعي بأنها رسل الله والعاشقة لحب أوليائه وكأنه المهدي المنقذ ويحمل في جبته أصابع النار، وتحت عمته شيطانٌ مريد، كفاكم تجريحاً يا وكلاء الله والدين، وأنتم أصحاب العباءات الفضفاضة وأصحاب الأقوال المأثورة، وسجادات صلواتكم لا تغادرونها إلا عند النوم والنميمة، وما بين الكاعب والكواعب،وقد أصبحت طوائفنا دخاناً عابقاً متصاعداً من مواعظكم وسجائر منابركم، ألا تقرأون كلام الله وآياته، وأما آن لكم أن تصحو وتراجعوا نداء الضمير وصوت الرحمة والعقل، وخطاب القرآن  لا سب ولا لعن ولا شتم ولا تحريض، ولا إرضاء للفتنويين بتمزيق صفوفنا، وهدم آصرة الأخوة فيما بيننا، بل وبقتل أنفسنا بحناجرنا وخناجرنا، ما الجدوى من بث خطب الشتم والتجريح والتحريض والإستعداء وذكر المثالب والمعائب، ما هو النفع المأمول من هذه الترهات،هل تعالج مريضاً وهل تكسو عرياناً وهل تطعم فقيراً وهل تأمن دواء، للأقل هل تحفظ  كرامة بذي حاجة، فلنتقي الله من هذه الخطب النارية البغيضة والكلمات الرعناء الجوفاء الحمقاء، ونعتصم بحبل الله، لأن حبل الله ليس ألفاظاً فصيحة ولا تراكيب بليغة، وإنما ضمير حيٌ لنعيش بأمن وأمان من المرض والجوع والخوف،ولا نريد أن نعيش بالأحلام العقيمة والأساطير المزعومة، لأن من أراد الحق فلا يبحث عنه في الهواء ولا عند أرباب التيجان والقصور، ولا عند السب والشتم، بل يجده في برفع البؤس عن البائسين، والعوز عن المعوزين، يجده في الطريق الذي يطعمهم من جوع ويؤمنهم من خوف.... (وما كان ربك ليهلك القرى وأهلها مصلحون)