يبدو أن خليفة حفتر مصر على انتصار العسكر في الحرب المفتوحة بينه وبين الغرباء من الدواعش وبينه وبين الجيش والمليشيات التابعة للجهات السياسية من حكومة وبرلمان وتشكيلات أخرى نشأت في ظل الفراغ السياسي بعيد نهاية دكتاتور وقيام دكتاتوريين بأحجام صغيرة لاستكمال مشروع حكم ليبيا من قبل أفراد.
 

يقوم قائد الجيش الليبي خليفة حفتر بتهديد البواخر في البحر وخاصة تلك القادمة لنجدة حكومة السراج بعد أن تمّ ارسال باخرة تركية محمّلة بالسلاح لمليشيات الحكومة المذكورة كدعم مباشر من قبل أردوغان لحكومة على علاقة بجماعة الاخوان بمواجهة حفتر المدعوم مباشرة من مصر عدوة الاخوان خاصة في ظل توقف قوّات حفتر على أبواب العاصمة وعدم قدرتهم على الدخول اليها بعد أن ندّد العالم بدخول العسكر الى العاصمة وما يترتب على ذلك من جرائم بحق المدنيين.

يبدو أن خليفة حفتر مصر على انتصار العسكر في الحرب المفتوحة بينه وبين الغرباء من الدواعش وبينه وبين الجيش والمليشيات التابعة للجهات السياسية من حكومة وبرلمان وتشكيلات أخرى نشأت في ظل الفراغ السياسي بعيد نهاية دكتاتور وقيام دكتاتوريين بأحجام صغيرة لاستكمال مشروع حكم ليبيا من قبل أفراد.

إقرأ أيضًا: اسرائيل وروسيا وتخريب سوريا

ما يريده حفتر هو نزع السلطة بواسطة العسكر لقيام حكم عسكري في ليبيا تماهياً مع ماضيها ومع الدولة المصرية الداعمة بكل قوّة لتسلّم الجيش زمام السلطة في ليبيا وفي غير ليبيا محافظة من القيادة المصرية على إرث الماضي الذي استحضر العسكر الى أكثر السلطويات العربية وأكدّ فشله الذريع في كل مصر عربي ولكن لا تستطيع البنى الأمنية والعسكرية تسليم مهما السلطة السياسية لمدنيين والانتقال من السلطة الأمنية الى السلطة المدنية.

وهذا تماماً ما تتمسك به قيادة المجلس العسكري في السودان بعد اطاحة الشعب بعمر حسن أحمد البشير واعتقال الجيش له وتصريف أمره بالطريقة التي تفعلها عادة الجيوش العربية الحاكمة عندما تحترق ورقة القائد فيتم رميها في أقرب سلّة لجعل العيوب في القائد الاله لا في المؤسسة العسكرية تماماً كما حصل في مصر عندما احترقت ورقة حسني مبارك وقف الجيش حامياً لمنجزات الثورات المصرية وعائداً معها الى السلطة التي لن يتركها أبداً الاّ بفعل فاعل غير متوفر الان ومحظور قدومه في المستقبل القريب.

إقرأ أيضًا: بري إمام المحرومين

أعلن المجلس العسكري موقفه من مستقبل السودان بتشكيل حكومة رئيس بأغلبية عسكرية وهذا ما رفضته المعارضة المتمسكة برئيس مدني مع أغلبية لجماعة العسكر لذا تبدو اللعبة السياسية في السودان أكثر من شدّ حبال اذا ثمّة رهان على الخارج كيّ يتدخل لصالح العسكر أو لصالح المعارضة في وضع مرحلة انتقالية على سكّة الحلّ التي تبدو بعيدة في منظوره الشعبي لأن ما يرضي البشر غير ما يرضي العسكر الذين يمسكون بالسلطة بأنياب أحدّ من أنياب الذئاب والأسود.

ما ينطبق على السودان ينطبق أيضاً على الجزائر التي يتحايل فيها العسكر على الناس لتمويه الدعوة الى انتخابات رئاسية ضمن القوالب القديمة أيّ وفق الصيغ التي يتحكم فيها العسكريون المشرفون على أمن الانتخابات ونحن نعلم تماماً معنى هذا الاشراف الذي يفضي الى صناديق جاهزة وتحت الطلب ومختومة من دوائر مختصة وهذا ما يؤكد استحالة تسليم العسكر الجزائري بضرورة الانتقال الى الحكم المدني وهذا ما يتطلب تشكيل حكومة مدنية من قبل معارضين حقيقيين لوضع فوانين فعلية لحماية العملية الدستورية من أي استغلال يًذكر من التهديد المباشر الى طبيعة الخدمة التي توفرها الحنرالات والتي يتحكمون من خلالها بمصالح الناس.