عشرات القتلى، ومئات الجرحى بعد إنقضاء أسبوعين على شهر رمضان المبارك
 

أسبوعان مرا على بداية شهر رمضان المبارك مسجلًا معه أرقامًا صادمة في أعداد الضحايا نتيجة حوادث السير التي حصدت 17 قتيل، و279 جريح في 189 حادثًا، وذلك بحسب غرفة التحكم المروري التابعة لقوى الأمن الداخلي.

الأمر الذي يدفعنا لطرح السؤال حول العلاقة التي تربط بين شهر رمضان وكثرة الحوادث؟

في البداية تجدر الإشارة إلى أن "شهر رمضان لا علاقة له بارتفاع حوادث الطرقات ولكن الإشكال يكمن في تغيّر سلوك بعض الصائمين، فالبعض يعمدون إلى الافراط في السرعة وعدم احترام اشارات المرور خاصة قبيل رفع آذان المغرب ويرتكبون حوادث قاتلة"، كما أن السبب أيضًا هو "الحركة الناشطة التي يتمتع بها هذا الشهر حيث تكثر أعداد السيارات والتنقلات وخصوصًا في الليل حيث تغيب الإنارة عن الطرقات التي هي بالأساس تفتقد لأدنى مقومات السلامة".

علمًا، أن سلوك السائق في هذه الفترة يتسم بالتوتر والإنفعال بسبب الإفراط في السهر أثناء الليل، كما يسبب تعب السائق ويقلّل من ردّة فعله وتركيزه أثناء عملية السياقة.

إقرأ أيضًا: ماذا لو قطعت إيران شريان النفط؟!

ومن الأسباب التي قد تفسّر ارتفاع نسبة الحوادث في شهر الصيام خروج الموظفين والعاملين في القطاعات الرسمية والخاصة في نفس التوقيت ما يُسبب اختناق حركة المرور وهذه الذروة تخلق مشاكل وسط الطرقات واصدامات.

إضافةً إلى التهوّر عند السياقة، المجاوزة الممنوعة واستعمال الهاتف الخلوي وهي سلوكات في الحقيقة لا ترتبط بشهر رمضان بل تتعداها إلى سائر أشهر السنة وتساهم بشكل كبير في ارتفاع عدد الحوادث.

مع العلم أن الحواجز والرادارات التي تقيمها قوى الأمن ليست الحل الوحيد للحد من هذه الأزمة بل يجب على الدولة وضع خطة لتأهيل وإصلاح كل الطرقات في لبنان والتي تفتقر إلى أدنى مقومات السلامة المرورية فضلًا عن الحفر التي تجتاح الطرقات.

إذًا، إن حوادث السير والضحايا التي تسقط ليست أمرًا مستغربا في لبنان والعالم بشكل عام فكثيرًا ما نسمع عن حوادث مروعة في الخارج، ولكن المستغرب هو أن الكثير من هذه الدول تعمل للحد من الحوادث وتنجح الّا في لبنان حيث ليس هناك أية اصلاحات تذكر بالنسبة للطرقات التي يعاني منها المواطنون يوميًا إن كان من جهة الحوادث المميتة أو من جهة زحمة السير التي باتت هاجسًا لدى كل اللبنانيين.