كيف يتعامل حزب الله مع العقوبات الأميركيّة على إيران؟
 

تجاوز تأثير العقوبات الأميركيّة على إيران الأشدّ منذ سنوات وطاول أبرز حلفائها في المنطقة، أي "حزب الله" الذي بدأ باتخاذ إجراءات وقائية وتقشفية، لتخفيف أكبر قدر ممكن من نفقاته، ومن بينها سحب جزء من مقاتليه من سوريا.

وفي هذا السياق، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مصادر من داخل حزب الله أن "تشديد الإدارة الأميركية لعقوباتها ضد طهران تسبب بانخفاض حاد في التمويل الإيراني للحزب".

في غضون ذلك، قال موظف في إحدى المؤسسات الإدارية لحزب الله نقلًا عن الصحيفة إن "الأخير اضطر إلى تسريح عدد من المقاتلين ونقل البعض الآخر إلى قوات الاحتياط"، مضيفًا أن "العديد منهم تم سحبهم من سوريا حيث لعبوا دورًا مهما في القتال إلى جانب القوات الحكومية"، كما لفت إلى أن "المقاتلين والمسؤولين الذين لم يتم تسريحهم أو تحويلهم إلى الإحتياط لا يزالون يتلقون رواتبهم بالكامل، إلّا أنه جرى إلغاء الامتيازات التي يحصلون عليها".

في المقابل، أبقى حزب الله على التعويضات المالية لأسر مقاتليه الذين قتلوا في المعارك ضد إسرائيل أو في سوريا حتى لا يجد نفسه أمام انتفاضة في أوساطه الشعبية.

من جهته، كشف مصدر آخر داخل حزب الله أن "قناة المنار الذراع الإعلامية التابعة له اضطرت إلى إنهاء بعض برامجها وإقالة موظفيها".

كما أقر مسؤول رفيع المستوى في حزب الله طلب عدم الكشف عن اسمه للصحيفة بأن "العقوبات الأميركية أضرت بالتمويل من إيران ودفعت الحزب إلى تقليص نفقاته"، وأوضح أن "العقوبات ضد إيران ألحقت بحزب الله أضرارًا أكبر من تلك التي فرضتها الولايات المتحدة على شركات وبنوك ومسؤولين يتعاملون مباشرة مع الحزب"، مستدركًا بأن "يملكون مصادر أرباح أخرى ويعتزمون تنويعها، وتحويل التهديد إلى فرصة"، وأكد على أن "تلك الإجراءات لم تؤثر على وضع حزب الله في المنطقة وقدراته القتالية، حيث أن صادرات الأسلحة من إيران مستمرة، ولا يزال الحزب على استعداد لمواجهة إسرائيل، ودورنا في العراق وسوريا لا يزال قائمًا".

يُشار هنا، إلى أن "حزب الله كان قد أطلق حملة لجمع التبرعات من أنصاره تحت شعار التبرعات تمنع وقوع الكارثة، وذلك تلبية لنداء أطلقه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في آذارالماضي".