لقد جعلت حرب الاستنزافات في سورية لدول المنطقة ومن ثم في سلوكها المذهبي والتي أدّت الى تمزيق وحدة الشعب السوري ومن ثم تفتيت وحدة الأمّة الى مذاهب متقاتلة وشرسة في قتال بعضها البعض لا الى متباينة في اختلافاتها فقط .
 

أمس أجسام ضوئية إسرائيلية آتية من فلسطين ومستهدفة مواقع في سورية ومضادات سورية تدّعي كالعادة اسقاط هذه الأجسام التي أحرقت ما أحرقت في سورية من أهداف.
 وتأتي ا"لإستهدافات "الإسرائيلية في الوقت الذي تعمد فيه روسيا على هدم جدار من التحالفات مع الأتراك والإيرانيين بفتح حروب غير متفق عليها بعد افتعال قلاقل إعلامية تشدّ الرأي الدولي الى وجود "دواعش" جديدة في مناطق خارجة عن سيطرة النظام لإكمال الحرب التي تُدمر فيها روسيا البشر والحجر لحساب سيطرة الآلة العسكرية الروسية على البلاد لضرب العملية السياسية وإبقاء نظام شبيه بنظام نجيب الله في أفغانستان أيّام روسيا الشيوعية .

 

بين التصويبات الإسرائيلية المتكررة للعدو ضدّ أهداف أمنية من شأنها تعطيل الحياة في سورية وبين استمرار الروس في مشوار الحروب المتنقلة في سورية أكثر من تفاهم روسي – إسرائيلي وهو أقوى التحالفات القائمة في سورية بين الدول المعنية في وضع ومستقبل سورية الأمني والسياسي، وعليه تؤسس أبعاد جديدة لصالح مصالح خاصة جداً بكلا الدولتين دون اعتبار لأي مصالح أخرى سواء مصالح السوريين أنفسهم أومصالح الأتراك والإيرانيين الذين دفعوا أثمان كبرى في سورية ولكن دون مقابل حتى الان والحاصد الأكبر في الحرب السورية وعلى ضوء النتائج هو الإسرائيلي ومن ثم الروسي .

 

اقرا ايضا : بري إمام المحرومين

 

لقد جعلت حرب الاستنزافات في سورية لدول المنطقة ومن ثم في سلوكها المذهبي والتي أدّت الى تمزيق وحدة الشعب السوري ومن ثم تفتيت وحدة الأمّة الى مذاهب متقاتلة وشرسة في قتال بعضها البعض لا الى متباينة في اختلافاتها فقط . 

 

من " إسرائيل " أكثر تفوقاً وتحرراً من قيود الالتزامات اتجاه العرب واتجاه الفلسطينيين واتجاه المجتمع الدولي لحرص كل هذه المجموعات على أمن إسرائيل ودون شروط مسبقة ودون ترتيبات مسبقة ودون تنازلات متصلة بمصالح المنطقة أو بالمصالح الفلسطينية لتنصل الدول العربية والإسلامية من مسؤولياتهم تجاه القضية الفلسطينية التي باتت أكثر من متواضعة أمام حروب هذه الدول من العراق الى سورية فاليمن وليبيا ولتنصل الفلسطينيين أيضاً من نضالهم ضدّ العدو لتحسين شروط تنفيذ الاتفاقيات الموقعة معه أو لصالح خلق توازن جديد معه لتفرغهم لقتال بعضهم البعض سواء في أدوات الحرب أو في أدوات السياسة لصالح سيطرة هنا , لحماس و أخرى هناك, لحركة فتح .

 

وهذا ما جعل من سورية أسيرة لا لشروط الهدنة الموقعة مع العدو فقط والالتزام بالأمن الإسرائيلي بل أسيرة القرار الإسرائيلي المعني مباشرة بأيّ مستقبل سوري في ظل مهمّة مشروطة لأي صيغة سياسة بين السوريين بمعنى أن أي ممارسة سياسية سورية سوف تكون وفق منظور إسرائيلي ومن هنا تأتي الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة لتلزم النظام الحالي بتحالفات معينة ومبررة للإسرائيليين من خلال الاعتماد فقط على الحليف الروسي والتخلي عن أي تحالف مع الإيرانيين والضغط عليهم لإخراجهم من سورية لأن سياسات سورية الخارجية بيد العدو الإسرائيلي ولا يحق لها الاعتماد أو الارتباط بتحالفات غير صديقة " لإسرائيل" وما عاد الوضع السوري يسمح له باللعب على التناقضات فيكون حارساً  غليظاً لأمن "إسرائيل"على طول الحدود مع فلسطين وداعماً في نفس الوقت لقوى المقاومة في فلسطين ولبنان هذه الازدواجية في الدور السوري لم تعد موجودة لانتفاء الدور المتاح لسورية بعيد هدم هذا الدور من خلال سقوط  الدولة ونهاية نظام أمني أثبت فشلة في الحكم وفي الحرب التي تحوّل فيها الى مجرد ميليشيا من أضعف المليشيات السورية ودون أن يملك زمام أمره وبات قراره روسياً وإيرانياً ولا إمكانية للخروج من سطوة الروس و سيطرة الإيرانيين .