دبلوماسي غربي: طريقة الإمارات في التعامل مع الحادثة أكثر براغماتية واستراتيجية
 
أبطلت دولة الإمارات العربية المتحدة بتعاملها الهادئ مع حادثة تخريب أربع سفن قرب مياهها الإقليمية، أي آثار للحادثة على صورتها كدولة آمنة ومستقرّة وجاذبة للوافدين من مختلف أنحاء العالم، سواء كانوا عمّالا أو سواحا أو تجارا ومستثمرين.
 
وعلى الرغم من أن الإمارات أبرز المعترضين على سياسة إيران في المنطقة وآثارها السلبية على استقرارها، إلاّ أنّ رد فعلها على استهداف السفن، تميّز بالتروي الأمر الذي منع الجهة المنفّذة للعملية والتي يرجّح أنّها إيران نفسها، من بلوغ أهدافها، وعلى رأسها إحداث حالة من الفزع والبلبلة تكون لها آثار سياسية واقتصادية.
 
ووجهت السعودية التي تعرّضت بدورها لاعتداء من قبل جماعة الحوثي باليمن استهدف منشأتين نفطيتين تابعتين لشركة أرامكو العملاقة، غضبها بشكل واضح صوب إيران معتبرة أنّها هي من أمرت بتوجيه ضربات بطائرات مسيرة للمنشأتين، فيما أحجمت الإمارات عن توجيه أصابع الاتهام بشكل جازم في الهجوم على الناقلات الأحد الماضي، مؤثرة انتظار نتائج التحقيق، ومتعهدة بضبط النفس ومنع التصعيد خلال ما وصفته بالموقف الصعب.
 
ونأت إيران بنفسها عن عملية تخريب السفن التي لم تعلن أي جهة المسؤولية عنها. أما الهجوم داخل الأراضي السعودية فتبنّته جماعة الحوثي المتحالفة مع طهران.
 
ويلقي الاختلاف في رد الفعل بين اثنين من كبار مصدري النفط الخام، الضوء على تعقيدات التعامل مع إيران التي تعتبرها كل من السعودية والإمارات مصدر تهديد للاستقرار في المنطقة.
 

وتشارك كلتا الدولتين عمليا الولايات المتحدة ضغوطها لتغيير سلوك طهران، وتقودان معا تحالفا عسكريا يدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في مواجهة الحوثيين.

وقال مصدر بقطاع النفط الإماراتي ردا على سؤال بشأن سبب الإشارة للسفن في بيان الإمارات المبدئي على أنها سفن تجارية وليست ناقلات نفط “أحيانا تحتاج لأن تكون دبلوماسيا، لا يمكننا أن ندمر سمعة اقتصادنا. الآخرون يتطلعون لزعزعة مصداقيتنا”.

وفي حين زادت التوترات بين واشنطن وطهران بشأن العقوبات والوجود العسكري الأميركي في المنطقة، توازن الإمارات بين الانخراط في جهود تحجيم إيران من ناحية وحماية مصالحها الاقتصادية كمركز للسياحة والمال والتجارة في الشرق الأوسط من ناحية أخرى.

وقال دبلوماسي غربي لوكالة رويترز إن الإمارات تتبع أسلوبا حذرا لأنها لا تريد “متاعب عند عتبة دارها”، وقال دبلوماسي آخر “طريقة الإمارات أكثر براغماتية واستراتيجية”.

وقال دبلوماسيون غربيون إن الإمارات تشترك مع الرياض في أهدافها، لكنها بخلاف المملكة تملك اقتصادا متنوعا أكثر انكشافا على الصدمات الإقليمية.

وقال مصرفي يتخذ من دبي مقرا له ويعمل في قطاعي الطاقة والملاحة “تحاول السلطات الإماراتية تحقيق توازن دقيق لأن هذا مركز أعمال”، وأضاف “صدرت الأصوات الملائمة.. لا أجراس إنذار”.

وقال ستيفن هيرتوغ الأستاذ المساعد بكلية لندن للاقتصاد إنّ “من غير المرجح أن يؤثر حادث الناقلات على السياحة وأنشطة الأعمال حيث يتطلب الأمر على الأرجح هجوما يسقط ضحايا مدنيين ليغير الأجواء بشكل جوهري”.

ويقول محللون إن الهجمات تهدف على ما يبدو لاختبار عزم واشنطن وحلفائها في الخليج دون إشعال حرب عن طريق كشف نقاط الضعف في تأمين مسار رئيسي لشحن النفط.