مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون: إن أفضل طريقة للتصدي لشر إيران هي قصفها وشن حرب ضدها
 

تاريخيًا، تعود كراهية مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون للنظام الإيراني إلى زمن بعيد، ففي عام 2015 كتب بولتون مقالة في صحيفة نيويورك تايمز أكد فيها "أن أفضل طريقة للتصدي لشر إيران هي قصفها وشن حرب ضدها"، مؤكدًا أن "طهران لن تتفاوض مع أي جهة مسؤولة بشأن برنامجها النووي، ولكنها خيبت ظنونه وعقدت اتفاقاً مع إدارة الرئيس السابق باراك أوباما".

علمًا، أن "احتمالات حدوث حرب بين الولايات المتحدة وايران زادت أكثر من أي وقت مضى، خصوصًا بعد إعلان الولايات المتحدة مغادرة الاتفاق النووي مع إيران العام الماضي، أي بعد مرور حوالي شهر على تولي بولتون منصب مستشار الأمن القومي".

وفي السياق، ذكرت صحيفة "عربي بوست" في تقرير لها أنه "مع طبول الحرب على إيران التي يدقها بولتون من واشنطن، تزداد حالة القلق داخل الدوائر الحكومية العراقية"، مشيرةً الى ان "حرب طهران وواشنطن سيكون لها آثار مدمرة على بغداد بحكم ما كان على الأرض منذ الغزو الأميركي عام 2003 ونتائجه التي يعاني منها العراق حتى الآن".

وقد بدأت الصحيفة بالتحدث عن الموقف الإقتصادي مشيرةً إلى أن "اعتماد العراق في توفير المواد الغذائية على طهران قد زاد بصورة متضاعفة في السنوات الأخيرة، خصوصًا أن مرحلة داعش قد أصابت الإنتاج العراقي في مقتل وكانت معدلات الإنتاج العراقية الأسوأ منذ عام 2003".

مع العلم، أن "العراق تستورد أكثر من 16% من إجمالي وارداتها غير النفطية من إيران، كما أن إيران هي المورد الرئيسي لبغداد من الغاز الطبيعي، وهناك عقود موقعة بقيمة 12 مليار دولار تقريبًا، ورغم أن العراق يمتلك احتياطات غاز طبيعي ضخمة إلا أنه لا يمتلك البنية التحتية المطلوبة لتكرير الغاز، ليصبح صالحًا للإستهلاك المحلي، لذلك تعتمد كليًا تقريبًا على إيران من أجل توليد الكهرباء، وفي المقابل تدفع العراق لإيران نفطًا خام".

وعن سؤال كيف انقلبت موازين علاقة بغداد وطهران، أجابت الصحيفة "نراها في صورة دراسة شاملة أجراها الجيش الأميركي استمرت سنوات وشارك فيها باحثون ومحللون عسكريون حول الدروس التي يمكن الخروج بها من غزو العراق عام 2003، وتم الكشف عن نتائجها في كانون الثاني الماضي، وكان إحدى أبرز النتائج التي خلصت إليها الدراسة هي أن إيران كانت المنتصر الوحيد من غزو العراق الذي كان هدفه تغيير نظام صدام حسين واستبداله بنظام ديمقراطي، حيث أصبحت العراق ملعبًا إيرانيًا خالصًا بعد أن كانت بغداد منافسًا إقليمياً للنظام الإيراني".

وتضيف الصحيفة أنه عندما أعلنت إدارة ترامب عن الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني العام الماضي وفرضت عقوبات اقتصادية شاملة على إيران، حدث موقف كاشف من المهم استرجاعه الآن، هو تصريح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بأن "حكومته لا تدعم العقوبات الأميركية على إيران، لكنها ستلتزم بتلك العقوبات، فقامت الدنيا ولم تقعد في العراق وطهران وتم اتهام العبادي بالخيانة، وبعد أسبوع واحد تراجع الرجل وأعلن أنه لم يقل إن حكومته ستلتزم بالعقوبات، بل قصد أنها لن تتعامل بالدولار مع إيران، بل ستجد حلولًا أخرى"، بحسب ميدل "إيست مونيتور".

العبادي وقتها أجرى حساباته مع أعضاء حكومته، فوجدوا أن اعتماد العراق على طهران اقتصاديًا وسياسيًا في أعقاب الغزو الأميركي في 2003 أصبح واقعًا لا فكاك منه، وبالتالي فالعقوبات الأميركية على طهران ستؤذي العراق بشدة اقتصادياً، وفي نفس الوقت مواصلة التعاملات التجارية مع طهران بعيداً عن الدولار تعد مخاطرة كبيرة في المستقبل، وبالتالي لا يبدو أن هناك مخرجًا آمنًا للعراق من الصدام الأميركي - الإيراني.

وفي هذا السياق، يعقد المسؤولون العراقيون اجتماعات مكثفة مع القوات المسلحة المرتبطة بإيران يحذرونهم خلالها من القيام بأي تحركات قد تؤدي لانتقام أميركي، حيث قال سعيد الجياشي، عضو مجلس الأمن الوطني العراقي: "شهد اليومان الماضيان اجتماعاتٍ متواصلة مع كل المجموعات، لنقل رسالة الحكومة العراقية بأنَّ أي طرف يُقدِم على عمل شيءٍ ما، فإنَّ تلك ستكون مسؤوليته هو، وليست مسؤولية العراق".

إذًا، بالطبع أوجه الشبه التي لا يخطئها أحد مع ما تعرض له العراق من غزو وتدمير عام 2003 تلقي بظلالها على الشعور العام داخل العراق، لكن أبرز أوجه الشبه والقلق لدى العراقيين هو جون بولتون الذي كان أحد أبرز صقور الإدارة التي غزت العراق.

وختمت الصحيفة: "الرئيس الأميركي دونالد ترامب لطالما وصف حرب العراق بأنَّها خطأ، وقال إنَّ القوات الأميركية يجب أن تنسحب من الشرق الأوسط وكافة مناطق العالم، لكنَّ بولتون يدعم الضربات العسكرية ضد إيران وتغيير النظام هناك".