نشر موقع "المجلس الأطلسي" للأبحاث مقالاً أعدّه وليام بيرنز، رئيس مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، وكان قد عمل سابقًا كنائب لوزير الخارجية الأميركي ويُعرف بـ"مهندس الإتفاق النووي مع إيران"، بالتعاون مع جاك سوليفان الكاتب والباحث في كارنيغي، واعتبر الكاتبان أنّ المفاوضات مع إيران كُللت بالنجاح أمّا سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحالية، فغير ناجحة.

وجاء في المقال أنّه في الذكرى الأولى لانسحاب الرئيس الأميركي من الإتفاق النووي مع إيران، يكثّف حملة "الضغط الأقصى" المحفوفة بالمخاطر، ويحاول الترويج لها بأنها نوع من الديبلوماسية التي تهدف للتوصل إلى إتفاق أفضل مع طهران. وبرأي الكاتبين، فإنّ استراتيجية ترامب تحمل كل أشكال الإكراه وليس الديبلوماسية، من تشديده للعقوبات بشكل عدواني إلى الخطاب القاسي، إضافةً الى افتقاد الهدف الأساسي، هل هو استسلام النظام الإيراني أو انهياره، فيما تُظهر التجارب أنّ الإحتمالين غير واقعيين.

وبناءً على ما تقدّم، يلاحظ الكاتبان أنّ هناك مجموعتين من المخاطر تلوحان في الأفق، وتتمثّل الأولى بخطر الاصطدام العنيف، سواء كان مقصودًا أو غير مقصود، موضحين أنّ الولايات المتحدة أرسلت مؤخرًا حاملة طائرات وقاذفات بي 52 ردًا على ما اعتبرته تهديدات إيرانية ضد أفراد أميركيين في المنطقة، كما ذكّر الكاتبين بالتوتر الذي حصل في الخليج جراء عمليات تخريبية طالت ناقلات نفط وسفن، واعتبرا أنّه مع وجود قوات أميركية في العراق وسوريا والخليج، مقابل وجود إيرانيين ومجموعات تابعة لطهران، وفيما انقطعت الإتصالات المباشرة بين واشنطن وطهران، يمكن لأي من الطرفين أن يسيء تقدير أو تفسير أي تحرك يقوم به الطرف الآخر.

وأوضح الكاتبان أنّ إحتمال وقوع صراع بين إيران والولايات المتحدة غير مستبعد، لا سيما أنّ صقورًا في إدارة ترامب يدفعون الرئيس للقيام بما يشبه غزو العراق، كما أنّ التصعيد سيزيد إذا ما تخلّت إيران عن إلتزاماتها النووية.

ورأى الكاتبان أنّ الضغوط الإقتصادية ستؤثّر فيما بعد على الولايات المتحدة، وذلك بسبب توتر العلاقات الإقتصادية مع الحلفاء الأوروبيين. وقالا: " نحن المفاوضان اللذان قادا المحادثات الثنائية السرية مع الإيرانيين التي مهدت الطريق للإتفاق النووي، وقد قامت الولايات المتحدة بممارسة  ضغوط دولية واسعة لإحضار طهران إلى طاولة الحوار"، لافتين الى أنّ المفاوضات كانت مهمة شاقة.

وبرأي الكاتبين، فبعد مرور أكثر من عام من الإكراه وعدم إستسلام إيران،  حان الوقت لتأخذ الدبلوماسية مجراها بجدية، وعدّدا 7 أفكار تتمثل بما يلي: عدم تكرار بعض المصطلحات التي تُغضب كلّ طرف، متابعة واقعية للقضايا النووية، تبدأ بالعمل على تمديد الوقت الخاص بتنفيذ بنود الإتفاق النووي، والإقرار بأنّ المزيد من تخفيف العقوبات سيكون ضروريًا لتشجيع إيران على التفاوض، وذلك عبر التحدث بهدوء عن تأمين إطلاق سراح الأميركيين المحتجزين في السجون الإيرانية، وإبرام تفاهمات بشأن برامج الصواريخ البالستية الإيرانية، وتشجيع الحوار حول الحرب في أفغانستان واليمن، حيث تعدّ إيران لاعبًا في أي تسوية نهائية.

وختم الكاتبان المقال ناصحين باتباع الأفكار التي اقترحاها، لأنّ "ديبلوماسية الإكراه" التي يتبعها ترامب يُمكن أن تؤدّي إلى أمور خطيرة في الشرق الأوسط.