الإحتجاجات تُعبّر عن تخبّط الزعماء في السلطة
 
في ظلّ الإضرابات والإعتصامات، التي تشهدها الساحة الداخليّة ومُناقشة الموازنة العامّة التي تقفُ أمامها عقابات عديدة، خصوصًا مع بروز مخاوف ومؤشّرات سرّبها بعض السياسيّين، بأنّ سدّ عجز الموازنة سيكون عبر إقتطاع رواتب وتعويضات القطاع العامّ والعسكريّين، فيما المطلوب وضع خطّة إصلاحيّة وإقتصاديّة في آنٍ واحدٍ، لإنقاذ لبنان من الأزمات التي تستفحل أكثر فأكثر وتحصدُ المزيد من الأضرار على كافّة الأصعدة.
 
للإضاءة على ما برز خلال هذه المرحلة، أجرى موقع "لبنان الجديد"، مُقابلة خاصّة مع الأمين العامّ لـِ حركة "مواطنون ومواطنات في دولة"، الوزير السابق الدكتور شربل نحّاس، الذي إعتبر أنّ مُجرّد التقبّل بأنّنا في الوقت الراهن نُناقش موازنة 2019 هو أمر يُثير الإستهجان، فاليوم دول العالم تُناقش موازنة 2020 وهذه النقطة يجبُ أن ننتبه لها جيّدًا، قائلًا:" نحنُ ليس لدينا دولة لِتقوم بمهامها على أكمل وجه وفق القواعد المفروضة، نحنُ لدينا مجموعة من الزعماء عندما يُضغطوا يشعرون بأنّهم مُضطرّون للتصرّف، وإذا لم يتمّ الضغط عليهم لا يقمومون بأبسط مسؤوليّاتهم".
 
وتابع:" المُماطلة بإجراء الإنتخابات النيابيّة، إلى جانب المُماطلة بتشكيل الحكومة وعدم إقرار الموازنة حتى السّاعة، كلّ هذا يُخوّلنا أن نقول بأنّهم لا يستطيعوا تنظيم دولة بالشكل المفروض وبكلّ بساطة هم الآن "محشورين" لِمُناقشة الموازنة ليس إلّا".
 
واعتبر نحّاس "أنّ سياسة التطنيش التي إعتمدتها السلطة طوال السنوات المُنصرمة أوصلتنا إلى هُنا أمّا في الوقت الراهن بدأوا بالفعل الشعور بالسخونة، شعروا بالإرباك خصوصًا أنّ كلّ سياسي له مُشكلة مع مجموعته".
 
 
وعن إصلاحات سيدر، أجاب نحّاس:"نحنُ على حافة الإفلاس ومُصطلح "إصلاحات" هو مصطلح مطاطي، فكلّ فئة تعتبرُ بأنّها تقوم بإصلاح حتى لو كان خرابًا، فهم في الحقيقة غير قادرين على تحمّل المسؤوليّة وبالتالي هم يتخبّطون، يختلفون على توزيع المنافع كيف تتوقعون ألّا يتخبطوا على توزيع الأعباء".
 
وعن الحلّ لهذه الأزمة، ردّ نحّاس:" للخروج من هذه الأزمة يجبُ أن نخرج من هذا النهج نهج زعماء الطوائف والحروب، للأسف لبنان روّح فرص كثيرة للخروج من هذه الأزمات وآخرها كان خلال إنتخابات أيّار الفائت وخسارة هذه الفرص كلّفت الكثير لكنّ الأمل دائمًا موجود.."
 
ورأى نحّاس أنّ "الوضع الإقتصادي مؤثّر جدًّا على الوضع الإجتماعي هناك شركات قد أقفلت أبوابها وهناك مصارف حجزت على أملاك بعض اللّبنانيّين وهذه الأمور هي حاصلة أمامنا والأمر قيد الحصول وقد يتطوّر ليأخذ جانب أمنيّ والأمر خطير بالفعل".
 
وأضاف:"نحنُ أمام مُشكلات إجتماعيّة تحصل بالمفرّق والإحتجاجات تُعبّر عن تخبّط الزعماء في السلطة فهم يعجزون عن التعامل بمسؤوليّة مع هذا الأمر".
 
وختم المُقابلة، بالقول:"مرّ لبنان خلال 40 عامًا  بحقبة كانت محكومة من زعماء حرب الطوائف وهذه الحقبة إنتهت والمسألة اليوم هل ننتقل منها إلى وضع طبيعي مُستقلّ أو ننتقل إلى الخراب؟".