نائب رئيس جمعية حماية المستهلك - لبنان، د. ندى نعمة لموقع لبنان الجديد: نسبة الأفلاتوكسين المسموح بها في لبنان لا يجب أن تتجاوز 4%، وأيّ معلومات تؤكّد عكس ذلك هو كلام غير دقيق وغير علمي وكلام تجار.
 

ملف جديد من ملفّات التلوّث الغذائي ينكشف في لبنان مرّة جديدة والقاسم المشترك والدائم بين جميعها هو “المواد المسرطنة”، حتى أصبح أيّ جديد سلبي يخصّ الغذاء اللبناني هو من الأمور التي اعتدنا عليها، بعدما صار أغلب طعامنا “مسرطن”، وبعدما سبق واحتلّت بيروت المرتبة الأولى في العالم العربي من حيث الإصابة بمرض السرطان. 

ومؤخرًا، فاجأت جامعة بيروت العربية جميع اللبنانيين بدراسة أعدّتها بالتعاون مع مركز أبحاث "ISPA_BARI" في إيطاليا كُشف فيها عن تلوّث البهارات والأعشاب الموجودة والمستهلكة بشكل يومي في الأسواق اللبنانية، بالسموم الفطرية التي تتكاثر بسبب الرطوبة وسوء التخزين وبالتالي تشكّل خطرًا على صحة الإنسان. 

وأُعدّت هذه الدراسة بناء على طلب من منظمة الصحة العالمية ذلك بهدف الإطلاع على مستويات السموم الفطرية الموجودة في الأغذية ومدى إمتثالها للمعايير الدولية وانخفاض مستوياتها للحدّ الأدنى، وقد رأستها د. ندى الدرة وهي باحثة في قسم التغذية والتنظيم الغذاء في كلية الصحة في جامعة بيروت العربية.  

وأُجريت الدراسة على 94 عينة من البهارات و38 عينة من الأعشاب المستوردة من 15 بلدًا، وكانت النتيجة بأنّ هذه العينات ملوّثة  بـ11 نوعاً من السموم من أصل ،12 و80% من العينات ملوثة بسم فطري واحد، و40% من العينات الملوثة تحتوي على أكثر من نوع من السموم الفطرية. 

إقرأ أيضًا: إنماء منطقة بعلبك - الهرمل: عالوعد يا كمون

ويجدر الإشارة هنا، إلى أنّ بعض مصانع الغذاء في لبنان تعتمد نظام عالمي لتحليل المخاطر ونقاط التحكم الحرجة ووقائي لمنع تلوث الغذاء بملوثات بيولوجية أو كيميائية أو فيزيائية وهو نظام HACCP، وقد أخذت الدراسة 81 عينة من شركات ومتاجر تطبّق  النظام نفسه  و51 عينة من مصدر لا يطبّقه. 

وبحسب النتائج التي خلصت إليها الدراسة فإن الـ بابريكا والفلفل الأحمر وجوزة الطيب، تتخطى نسبة تلوثها بالأفلاتوكسين 7-19% من النسبة المسموح بها دوليًا ووفقًا لمواصفات الإتحاد الأوروبي، بينما تخطّت نسبة تلوّث إكليل الجبل والميرامية من 4 إلى 6 مرات أكثر من تلك الكمية المسموح بها، فيما ثبُت تلوث جوزة الطيب بالـ "أوكراتوكسين". 

وتحدّثت نائب رئيس جمعية حماية المستهلك-لبنان، د. ندى نعمة لموقع لبنان الجديد عن هذه السموم التي لا تتكاثر إلاّ بفعل سوء التخزين الحاصل والرطوبة العالية على وجه الخصوص، وهذا يعني عدم المراقبة والجدية في العمل، وهنا يجدر اللجوء إلى استراتيجية “تحليل المخاطر” لمعرفة ما إذا كانت العينات المأخوذة تمّ إستيرادها وهي في حالة ملوّثة في الأصل وبالتالي لم تُفحص بالشكل المطلوب، أم لم يتمّ تخزينها وفقًا للمعايير الصحيحة، وهذا ما يتطلّب تحقيقًا واسعًا لمعرفة الحقيقة. 

وأكّدت نعمة بدورها، أنّ "نسبة الأفلاتوكسين المسموح بها في لبنان لا يجب أن تتجاوز 4%، وأيّ معلومات تؤكّد عكس ذلك هو “كلام غير دقيق وغير علمي وكلام تجار". ونصحت نعمة من جهة أخرى، جميع المستهلكين بعدم شراء البهارات إلاّ إذا كانت مغلّفة فهي أكثر أمانًا من تلك التي تُباع "فلِت".