ما هو مضيق هرمز، ما أهميته وماذا لو أقفل؟!
 
كثر الحديث عن مضيق هرمز في الآونة الأخيرة، فكلما توترت العلاقة بين أميركا وإيران ولاحت نذر المواجهة بينهما تعلن الأخيرة أن المضيق الذي يمر عبره ثلث إمدادات العالم النفطية لن يكون آمنًا اذا تعرضت لهجوم، وأنها قادرة على إغلاقه متى شاءت.
فما هو مضيق هرمز؟ ما أهميته؟ هل تهديدات إيران جدية؟ ماذا لو أقفل؟ وهل من طرق بديلة لنفط الخليج؟
إذًا يقع المضيق في جنوب الخليج ويفصله عن مياه خليج عمان وبحر العرب، يحده من الشمال إيران ومن الجنوب سلطنة عمان، ويحمل اسم جزيرة هرمز التي تقع في مدخله وكانت في القرن السادس عشر مملكة تخضع لحكم أسرة عربية من عمان، ونجح البرتغاليون في احتلالها عام 1515، وفي عام 1632 استطاعت القوات البريطانية والفارسية المشتركة طرد البرتغاليين منها، وهي تتبع لإيران منذ ذلك الوقت.
يبلغ عرضه 50 كيلومترًا، وعمق المياه فيه 60 مترًا، أما عرض ممري الدخول والخروج فهي 10.5 كيلومتر، ويستوعب من 20 إلى 30 ناقلة نفط يوميًا.
كما يوجد أيضًا في مدخل المضيق عدة جزر أخرى هي جزر قشم ولاراك الإيرانية وجزر طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى وهي محل نزاع بين إيران والإمارات.
ويساهم في نقل نحو 85 في المئة من صادرات النفط الخام إلى الأسواق الآسيوية، ويعبر من خلاله بين 30 إلى 40 في المئة من النفط المنقول بحرًا على مستوى العالم.
وحسب إحصائيات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، مرّ عبره نحو 18.5 مليون برميل نفط يوميًا خلال 2016، وفي عام 2017، مرّ عبره نحو 17.2 مليون برميل من النفط الخام والمكثفات يوميًا، وفق شركة "فورتيكسا" للتحليلات النفطية. 
وخلال النصف الأول من عام 2018، مرّ عبر المضيق نحو 17.4 مليون برميل يوميًا، ومع بلوغ الاستهلاك العالمي للنفط نحو 100 مليون برميل يوميًا، فإن ذلك يعني أن قرابة خُمس تلك الكمية يمّر عبر مضيق هرمز.
كما يمر عبره معظم صادرات الخام من السعودية وإيران والإمارات العربية المتحدة والكويت والعراق، وجميعها دول أعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، ويمر أيضًا كل إنتاج قطر تقريبا من الغاز الطبيعي المسال، وقطر أكبر مُصدر له في العالم.
وتجدر الإشارة، أن "النفط الذي يخرج من دول الخليج العربية يذهب 80 بالمئة منه للدول الآسيوية كالصين والهند وكوريا واليابان، فيما يتم نقل الباقي إلى دول أوروبية وإلى أمريكا الشمالية"، بحسب قناة " فرانس24".
هل تهديدات إيران جدية؟
قبل أيام، قال مسؤول كبير في الحرس الثوري الإيراني أن "طهران سوف تغلق المضيق، إذا تم منعها من استخدامه لتصدير النفط".
في المقابل، يرى المحللون نقلًا عن "سكاي نيوز"، أنه "يصعب أن تترجم إيران وعيدها وتهديداتها إلى أفعال"، مشيرين إلى أن "كل ما تعتزم القيام به هو التأزيم السياسي والأمني إلى أقصى حد"، ويؤكدون أن "طهران غير قادرة على تحمل عواقب أي عمل يشكل خطرًا على السفن الحربية أو التجارية في الخليج العربي".
ماذا لو أقفل؟
في السياق، تقول صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إنه "إذا تعذر استعمال مضيق هرمز في التجارة النفطية العالمية، ستنخفض إمدادات العالم من شحنات النفط المصدرة بنحو 30 في المئة، وفق الخبراء فيما ستنخفض إمدادات النفط الإجمالية بنحو 20 في المئة، وفق تقديرات جمعت قبل سريان العقوبات الأميركية الأخيرة على صادرات النفط الإيراني".
وبحسب الصحيفة، "ثمة احتمال تحويل مسار بعض شحنات النفط إلى خطوط أنابيب تمت توسعتها لتكون بديلًا في حال إغلاق إيران مضيق هرمز، لكن قدرات هذه الأنابيب الاستيعابية محدودة، وهي أكثر تكلفة من النقل البحري، لذا سترتفع أسعار النفط فورًا، وسيفقد مصدرو النفط العرب إمكانية الوصول إلى الأسواق العالمية".
هل من طرق بديلة لنفط الخليج؟
تسعى الإمارات والسعودية لإيجاد طرق أخرى لتفادي المرور بمضيق هرمز، بما في ذلك مد مزيد من خطوط أنابيب النفط.
ويُذكر هنا، وبحسب موقع "مونت كارلو الدولية" أن خطوط الأنابيب العاملة التي لا تمر بمضيق هرمز (2016)، هي:
- خط بترولاين (خط أنابيب شرق-غرب): هو خط سعودي عامل تبلغ طاقته الاستيعابية 4.8 مليون برميل يوميًا ما هو مستغل منها بالفعل 1.9 مليون برميل يوميًا بينما تبلغ طاقته غير المستغلة 2.9 مليون برميل يوميًا.
- خط أنابيب أبوظبي للنفط الخام: خط إماراتي عامل سعته 1.5 مليون برميل يوميا، يُستخدم منها نصف مليون برميل بينما تبلغ الطاقة غير المستغلة مليون برميل.
- خط أبقيق - ينبع لسوائل الغاز الطبيعي: خط سعودي عامل تبلغ طاقته الاستيعابية 300 ألف برميل يوميا، وهي مستغلة بالكامل.
- خط الأنابيب العراقي في السعودية: خط سعودي تحول لضخ الغاز الطبيعي.
وتبلغ الطاقة الإجمالية لجميع هذه الخطوط 6.6 مليون برميل يوميًا، يُستغل منها 2.7 مليون برميل بينما تصل السعة غير المستغلة إلى 3.9 مليون برميل.
يُشار، إلى أنه "على إثر ارتفاع منسوب التوتر في الآونة الأخيرة بين واشنطن وطهران، هددت الأخيرة بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي، فأرسلت أميركا سلسلة تعزيزات عسكرية إضافية إلى المنطقة، شملت قاذفات بي 52 وحاملة الطائرات ابراهام لينكولن".