بعد 71 عامًا على النكبة ماذا فعل العرب لفلسطين وماذا سيفعلون؟
 

النكبة وان دخلنا في معانيها التضمينية ليست سوى ذكرى أليمة تجتاح مشاعر كل مواطن عربي لا بل هي مرحلة سوداء ارخت بظلالها على كل أوطاننا العربية ودخلت بمآسيها إلى كل حي وشارع ومنزل عربي.

على الرغم من أن السياسيين اختاروا ١٥/٥/١٩٤٨ لتأريخ بداية النكبة الفلسطينية، إلا أن المأساة الإنسانية بدأت قبل ذلك عندما هاجمت عصابات صهيونية إرهابية قرىً وبلدات ومدن فلسطينية بهدف إبادتها أو دب الذعر في سكان المناطق المجاورة بهدف تسهيل تهجير سكانها لاحقاً.

وتشمل أحداث النكبة، احتلال معظم أراضي فلسطين من قبل الحركة الصهيونية، وطرد مئات الالاف من الشعب الفلسطيني وتحويلهم إلى لاجئين، ناهيك عن عشرات المجازر، كما تم هدم مئات القرى وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسية وتحويلها إلى مدن يهودية، وطرد معظم القبائل البدوية التي كانت تعيش في النقب ومحاولة تدمير الهوية الفلسطينية ومحو الأسماء الجغرافية العربية وتبديلها بأسماء عبرية وتدمير طبيعة البلاد العربية الأصلية من خلال محاولة خلق مشهد طبيعي أوروبي.

إقرأ أيضًا: اسبوع على دخول العقوبات الاميركية حيذ التنفيذ ... ما هي خيارات الرد الايرانية؟

كان ليل ١٤ آيار ١٩٤٨ ليلاً مظلماً على فلسطين، فبعد معارك شرسة خاضتها كتائب من كل الجيوش العربية، وقعت الواقعة ودخل صباح اليوم التالي على متغيرات جذرية تكمن بسيطرة العصابات الصهيونية على العديد من المناطق الفلسطينية وخصوصاً بعد اخلاء قوات الانتداب البريطاني مواقعها وافساحها المجال لتلك العصابات باحتلال فلسطين تطبيقاً لوعد بلفور.

لم تكن الكارثة باعتراف المجتمع الدولي والامم المتحدة بقيام دولة اسرائيل انما تجلت المصيبة بالسكوت العربي على صعيد الانظمة منذ حينه إلى اليوم، وبالرغم من ان بعض الدول غردت خارج السرب العربي آنذاك وقامت بقتال اسرائيل الا أنها لم تكن الا معارك وهمية ذات شعارات رنانة عن القومية والعروبة تجسدت في نهايتها باتفاقيات صلح او معاهدات هدنة مع العدو الإسرائيلي.

بعد ٧١ عاماً من النكبة، التخاذل العربي عينه والانكسار العربي ذاته والشعور بالخيبة والهزيمة يسيطر على العقول العربية، فهل ما يخطط له الرئيس الاميركي دونالد ترامب من صفقة قرن وبيع للقدس يحرك ما تبقى من  مشاعر قومية عربية ويعيد إلى الأذهان حق العودة للشعب الفلسطيني؟