حياد التيار وصفه المراقبون بموقف النأي الوسطي الذي اتّخذه حزب الله، بحيث أنَّ مشاركتهم في مراسم الدفن ستكون تحت سقف لا مانع لدينا من المشاركة
 

بعد إعلان بكركي صباح الأحد الفائت وفاة البطريرك صفير، إنكبّ المحللون السياسيون على قراءة المشهد الكبير ومتابعة ردود الفعل وأسلوب تعاطي الأحزاب والتيارات السياسية مع هذا الحدث.

فشخصت الأنظار على حزب الله الذي تأخّر ٣٠ ساعة عن مواكبة اللحظات التاريخية وذلك عبر وفدٍ قياديّ حضر إلى الصرح البكركي لتقديم العزاء للبطريرك الراعي مُعلناً أنَّ لا مانع لديه من حضور مراسم الدفن.

هذا الموقف إعتُبرَ بحسب المتابعين موقفاً تجنّب إرتداء ثوب المعنيّ المباشر كما تجنّب في الناحية الأخرى الركون إلى الحياد الكلّي. موقفٌ لا يُستغرب من قبل حزب عقائديّ لم يلتقِ مع من حمل مجد لبنان في الأمور الوطنية المبدئية.

إقرأ أيضًا: بين بطولات التيار ووطنيّة القوات

لكن ما كان مُلفتاً وصادماً للقارئين هو الغياب الكلّي لأحد أكبر الأحزاب المسيحية عن مراسم نقل جثمان البطريرك صفير من مستشفى أوتيل ديو إلى بكركي، حيثُ بدا التيار الوطني الحر مُتّخذاً صفة الحياد الكلّي عن المشاركة الشعبية وحتى القيادية في إستقبال ومرافقة الجثمان وسط حضور حزب القوات اللبنانية بشكل ضخم تنظيماً وشعبياً.

حياد التيار هذا، وصفه المراقبون بموقف "النأي الوسطي" الذي اتّخذه حزب الله، بحيث أنَّ مشاركتهم في مراسم الدفن ستكون تحت سقف "لا مانع لدينا من المشاركة" وفق معيار حزب الله.

حيادٌ أظهر "التيار المسيحي" خارجاً عن الرداء المسيحي مُمتطياً عباءة أقلّ ما يُقال فيها لا تُجسّد بتاتاً الرداء اللبناني أو المسيحي.