لن تكون أميركا مضطرة لإطلاق صاروخ واحد، وإنما المضطر ها هنا هو النظام الإيراني المحاصر من أجل كسر حصاره وتغيير موازين اللعبة.
 

لا يزال الكثيرون من المحللين والمراقبين، بالخصوص الممانعين منهم يتناولون تطور الأوضاع بين أمريكا وأيران انطلاقًا من سؤال محوري وأساسي هو هل ستنشب الحرب أم لا؟

أعتقد أن طرح هكذا سؤال المقصود منه مجافاة الواقع بحيث يخفي في طياته محاولات هروب من توصيف الواقع والاختباء خلف أوهام يعرف قادة النظام الايراني أن الزمن عفى عليها وشرب.

إقرأ أيضًا: البطريرك صفير، والجمهور الشيعي

فالحرب الاميركية على النظام الإيراني قد أُعلنت منذ أكثر من عام ونيف، يوم وقّع الرئيس ترامب على الخروج من الإتفاق النووي، وشدد العقوبات على الصادارات الايرانية النفطية منها بالخصوص، فإذا كان كل هذا الحصار والعقوبات وما وصل إليه الإقتصاد الإيراني من تردي وانسحاق لا يعتبر إعلان حرب فلا أدري ما هي الحرب غير ذلك.

إن كل تهديدات وصراخ قيادات الحرس الثوري والتوعد بالويل والثبور وعظائم الأمور إذا ما أقدمت أميركا على توجيه ضربة عسكرية لإيران، إنما هو يوضع في خانة التسليم والضعف على كل ما تواجهه إيران من حصار إقتصادي له آثار فتاكة تفوق آلاف المرات مفعول الصواريخ والقنابل.

ففي حين يتبجح الحرس الثوري، أنّ أميركا لا "تتجرأ" على شنّ حرب عسكرية يتناسى أن الشعب الإيراني يرزح تحت أبشع أنواع القصف الإقتصادي وأنه يقف عاجزًا أمام انهيار المجتمع الإيراني تحت وطأة الجوع والعوز بدون حارس ولا من يحرسون.

إقرأ أيضًا: هل يستقيل الحريري؟؟

لن تكون أميركا مضطرة لإطلاق صاروخ واحد، وإنما المضطر ها هنا هو النظام الايراني المحاصر من أجل كسر حصاره وتغيير موازين اللعبة.

واضح حتى اللحظة، أن الحرب الإقتصادية هي سيدة الموقف ولا مناص أمام النظام الايراني إلا الرضوخ للشروط الاميركية القاسية وأهمها التخلي عن أذرعها في المنطقة والذي يسميه الاميركي "دعم الارهاب"، وتسميه إيران "تصدير الثورة"... وبغض النظر عن التسميات، فإن المحصلة النهائية للحرب الناشبة الآن لن تكون إلا نهاية زمن ولاية الفقيه خارج إيران، أما في داخلها فهذا رهن الشعب الإيراني.