ختم الخبير والباحث الأميركي في شؤون بلاده والمنطقة العربية وفي مقدمها سوريا والأردن نفسه، قال: “أفضل لايران أن تبدأ مفاوضات غير رسمية الآن وتحضيرية مع أميركا استعداداً للمستقبل تلافياً للكوارث. تقول طهران أنها تعد لتصمد السنتين الاخيرتين من ولاية ترامب. لكن السؤال الذي يُطرح: هل تستطيع متابعة الصمود إذا جدّد ولايته واستمر في معاقبتها؟ والجواب هو طبعاً كلا. لذلك يحتاج المحافظون المتشددون بقيادة الولي الفقيه علي خامنئي، الى معتدليها الممثلين اليوم برئيس الجمهورية حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف. ولهذا السبب لا ترجح واشنطن انقساماً بين جناحي النظام المذكورين رغم خلافاتهما الكبيرة. أما أردوغان رئيس تركيا فهو متعصّب عنيف، ويخطئ كثيراً. وأميركا باقية في سوريا. وممنوع على أردوغان ضرب أكراد سوريا. واذا فعل ذلك بجيشه أو بحلفاء له من الميليشيات المتشدّدة فإن الجيش الأميركي سيضربه. واذا كان يحب السلاح الروسي وخصوصاً صواريخ S400 فليتجه الى روسيا ويأخذها. فهو لم يعد حاجة لأميركا ولا حاجة لحلف شمال الأطلسي. يستطيع أن يُخرج تركيا منه، كما يستطيع الحلف إخراجها من صفوفه أيضاً. فضلاً عن أن الاتحاد الأوروبي لا يريد أردوغان وربما “تركياه”. في أي حال أن التحركات الأميركية الأخيرة الموجهة الى ايران هي جزء من خطط احتياطية وضعتها أميركا بعدما قرر رئيسها الغاء التسهيلات التي كانت معطاة لدول معيّنة تمكنها من استيراد نفط ايراني. ولا أدري ماذا سيكون رد فعل طهران. لكنه سيعتمد على إرادة النظام فيها “البقاء” (Survive) حتى عام الانتخابات الرئاسية 2020، وعلى ماذا ستفعله الصين والهند ودول أخرى حيال الاستمرار في استيراد النفط ا لايراني، وعلى ماذا ستفعل أميركا لمواجهة “السوق السوداء” والاستيراد بواسطتها. واذا اتخذت الدول المشار اليها خطوات عسكرية لتطويق جهود أميركا المانعة صادرات ايران النفطية عبر “السوق السوداء” فانها قد تلحق ضرراً كبيراً بالمنطقة، وقد تخلق ازمة تزود بالنفط، كما قد تعرض نفسها للأذى الكبير. علماً أن بعضها يعتقد أن من شأن هذه المخاطرة وضع الأمم المتحدة وتحديداً مجلس الأمن يده على هذا الموضوع بكل تشعباته. في اختصار لا أحد يعرف موقع رجلنا (ترامب)، لكن هناك شائعات عن “توجهه” الى المنطقة والمملكة العربية السعودية. آمل أن يتحلى الايرانيون بالهدوء”.

ماذا في جعبة مسؤول عمل سابقاً مع الكبار في أكثر من ادارة أميركية وربما يعود الى العمل مع إدارة مقبلة أو إدارات؟

سألني في بداية اللقاء عن الوضع في لبنان والمنطقة، فشرحت له نظرتي أو نظريتي التي تعتبر أن الأول فشل في تأسيس دولة وطنية، فانتقل من عهد مسيحي طويل الى مسلم سنّي قصير الأمد، ثم الى بداية عصر شيعي لـ”حزب الله” وراعيته الأولى ايران دور مهم فيه. وتحدثت عن اتفاق الطائف وأسباب تعثّر تطبيقه ولاحقاً فشله وربما انتهاء صلاحيته. فعلق بالقول “ان هذا الاتفاق فشل منذ بدايته أو هو فاشل من أساسه”. ردّيت: الأصح أن نقول أن الرئيس السوري (الراحل) حافظ الأسد أفشله وشرحت له ذلك بالتفصيل الذي يعرفه اللبنانيون من “الموقف هذا النهار”، كما من ظهورات تلفزيونية عدّة. علّق: “يبدو أن “حزب الله” سيطر على لبنان. صحيح أن عنده نقاط قوة، لكن من السابق لأوانه القول أن لبنان دخل العصر الشيعي، يجب انتظار هدوء المنطقة واستقرارها. وبعد ذلك نرى ما يحصل. فلبنان تعتبره إسرائيل مستودع ذخيرة أو بالأحرى مستودع صواريخ وذلك ربما يؤذيها أو يؤذيها فعلاً. لكنها متأكدة مئة في المئة ومعها أميركا أنه لا يشكل خطراً وجودياً عليها. وعندما تعرف أو تدرك أنه صار خطراً كهذا عليها فإنها قادرة على القضاء عليه أو على إصابته “بعطب” نهائي.

صحيح أن أضراراً مهمة ستلحق بها. لكن ذلك مقبول اذا كان الثمن حماية الدولة والقضاء على العدو. ما يهم اسرائيل الآن هو سوريا وجبهتها معها. وهي لا تعرف ماذا فعل “حزب الله” وإيران على هذه الجبهة. ولذلك تبدو مستعدة دائماً للضرب عسكرياً على الحدود الجنوبية المتاخمة لحدودها في الجولان، وحتى في العمق، وإن أدّى ذلك الى حرب واسعة. وهي لا تناقش أحداً في هذا الأمر أو تتفاوض مع أحد حوله. فالقرار فيه لها. وتحديد موعده أو تأخير هذا الموعد أو تقديمه ينطلق من مصالحها. وما يُقال عن تفاهم لها مع روسيا حول هذا الأمر وعن قيود روسية على حركتها العسكرية في سوريا ليس في محله. إذ عندما تشعر باقتراب الخطر عليها تضرب من دون أن تسأل أحداً أو تأخذ إذن أحد. وهي قد ضربت في سوريا وبشدة في الـ12 أو الـ18 شهر الماضية، وتحديداً مواقع في دمشق ومطارها كما في العمق.

وكانت ضربات شديدة وقوية ذهب ضحيتها مئات الايرانيين. علماً أن “بروباغندا” “حزب الله” وإيران عندكم تقول أن اسرائيل اتفقت مع روسيا على ضرب مستودعات وثكنات وفي الوقت نفسه على تجنب قتل ايرانيين أو إصابتهم قدر الامكان. وهذا الأمر ليس صحيحاً. اذا دعت الحاجة إسرائيل الى خوض حرب على جبهتين في وقت واحد هما لبنان وسوريا فإنها ستفعل. ذلك أن من يقاتل في سوريا “حزب الله” اللبناني الهوية والإيراني العقيدة، ولأنه قد يضربها من لبنان للتخفيف عن سوريا بل عن نفسه وايران فيها”. ماذا قال المسؤول الاميركي السابق نفسه عن هذا الموضوع أيضاً؟