على ضوء المشهد اللبناني وما في الاطار السياسي من صورة رسمية للطبقة السياسية بأطيافها كافة - من هم في السلطة ومن هم خارجها - تنعدم الرؤية بحيث لا ترى سوى الرئيس بري أملاً للبنانيين قبل المحرومين ويبقى الرهان عليه أصوب من الرهان على الفراغ
 

ساء الوضع الاقتصادي نتيجة أسباب كثيرة وهو يشهد حالياً ذروة تفاقمه في ظل سعي حكومي يبدو مهدداً للمواطن أكثر مما هو عملية إصلاح مشروط لتوفير الدعم الغربي لهذا تحرك اللبنانيون المتضرورن من الاصلاحات المنشودة وهي على مسودات الحكومة ولم تصل بعد لخواتيمها المرجوة نتيجة حسابات كل طرف سياسي وكيفية توجيه أو إلحاق الضرر في قطاع دون قطاع و ابعاد موسى الحلاقة عن لحيته حتى لا تطاله شفرته وتطال الطبقة الاقتصادية التي ينتمي اليها.

كانت كل المحاولات تطال جيوب محدودي الدخل من متقاعدين وموظفين برواتب الحدّ الأدنى دون الوصول الى الرواتب الخيالية في بلد موضوع على لائحة أكثر البلاد فقراً وفساداً وهذا ما استفزّ الناس ودفعهم الى التحرك من قبل اقرار الموازنة حتى لا يكونوا ضحايا الاصلاح الذي تريده جهات حزبية للخروج من دائرة الأزمة على حساب الفقراء لا الأغنياء.

إقرأ أيضًا: صفير في ذمة 14 أذار

وحده الرئيس بري دفع لتجفيف دخل الرؤوساء والوزراء والنواب وآخرين من ذوي الرواتب الخيالية وعدم المسّ بجيوب المحرومين وهذا الدفع مقدمة للمضي قدماً بإلغاء رواتب المسؤولين كونها ميزانية كبيرة وضخمة نسبة لأي دولة من الدول الأكثر فقراً في العالم.

ما فرض على الرئيس بري محاباة ومجاباة الطبقات العادية في المجتمع هو صونه لأمانة المحرومين التي حملها ولا يمكن أن يختار الطريق التي تؤذي الفقراء كونه رئيس حركة تأسّست على غضب حرماني مُسنّ وقديم ومؤسسها أوّل صرخة في واد الوطن والدولة وقد دفع حياته ثمناً لدفاعه عن الحرمان وحقوق المحرومين ومصالحهم بحثاً عن وطن معافى من الأمراض الخبيثة ومن سياسات مصّ دماء الناس من قبل "دراكولات" تعتاش على أوردة اللبنانيين.

حتى الآن ثمّة صمت في الفضاء الخارجي لكنه يضجُ في أمكنة خاصة وهو مدعو الى اطلاق الصرخة صرخة المحروم في أرضه كي يكون حامل الأمانة إماماً للمحرومين الذين يرون فيه بأس السيّد موسى الصدر وعصاه الغليظة ضدّ تجار الهيكل وحيّات الفراعنة الجُدُد والتي أفكت ما في قلوب السحرة و أربابهم من سُم.

إقرأ أيضًا: أخلاقيات الصوم وزيف الإنتماء

لا مجال كما يفعل البعض الرهان على الفراغ وتحميل الرئيس بري فساد وعجز وخراب ما في البلد من دمار شامل وعلى المستويات كافة سواء من قبل أقلام مسؤولة أو ألسن غير مسؤولة وما يضع صح الحديث بين قوسين من الخطأ هو ترك كل لصوص المغارة وتحميل الرئيس بري غيّ الألسن وأحقاد القلوب ولو جاراهم الجميع في ذلك فما هي النتائج؟ وأيّ عطّار سيُصلح ما أفسدته سياسات سيئة على مرّ الدهور؟ أسئلة كثيرة لا يمكن الاجابة عنها في ظل سيطرة كاملة لطبقة سياسية مسؤولة عن خراب البصرة و غياب فعلي لأيّ معارضة جدية بحجم انقاذ البلاد و العباد من وضع سيء وأسود . لذا وعلى ضوء المشهد اللبناني وما في الاطار السياسي من صورة رسمية للطبقة السياسية بأطيافها كافة - من هم في السلطة ومن هم خارجها - تنعدم الرؤية بحيث لا ترى سوى الرئيس بري أملاً للبنانيين قبل المحرومين ويبقى الرهان عليه أصوب من الرهان على الفراغ لهذا نقول للرئيس بري اضرب بعصا موسى الصدر البحر لتغرق جيوش الفاسدين فتنجو سفينة لبنان من غرق الاهمال والفوضى والظلم واللعب بمصير الناس لحسابات مصالح ودول تتأبط شراً بلبنان.