يلجأ كثير من المرضى إلى تغيير مواعيد تناول الأدوية في شهر رمضان المبارك دون استشارة الأطباء، وقد يؤدي ذلك إلى تدهور حالتهم الصحية، ولذلك فإن الحل الأمثل لترتيب جدول العلاجات في رمضان يتمثل في استشارة الأطباء وتحديد إمكانية الصيام من عدمه بناء على الحالة الصحية للمريض.
 
وبينت الأبحاث أن المرضى في رمضان يغيرون مواعيد تناول الدواء، وكمية الدواء التي يتناولونها، والمدة الزمنية بين مواعيد تناول الدواء دون استشارة الأطباء، ويؤدي هذا التصرف الخاطئ إلى تغيير مفعول الأدوية في الجسم، وبالتالي يؤثر سلبا على فاعلية الدواء لكل أصحاب الأمراض المزمنة، وخصوصا مرضى السكري، ضغط الدم العالي، الصرع، أمراض في القلب، الفشل الكلوي والكبد.
 
ويبين أخصائي الأمراض الباطنية الدكتور ماجد القدسي أنه: «يجب استشارة الطبيب لتعديل الجرعة عند تناول المريض لأدوية القلب التي تؤخذ ثلاث أو أربع مرات في الأيام العادية، أو تحديد إمكانية صيام المريض من عدمه».
 
ويقول:«عادة ما يتم توجيه النصيحة لمريض السكري بعدم تناول كميات كبيرة عند وجبة الإفطار، وتناول الأدوية لمرضى السكري يختلف بحسب حالتهم الصحية ونوعية الدواء الذي يتناولونه».
 
ويلفت إلى أن:«بعض أدوية السكري تقتصر على الأقراص المنظمة للسكر وبعضها الآخر مخفضة للسكر، وفي حال تناول المريض للأقراص المنظمة للسكر فلا داعي لتغيير الجرعة، أما في حال تناول المريض للأقراص المخفضة للسكر فإن المريض يمكنه الصيام على أن تكون الجرعة الأساسية قبل وجبة الإفطار بناء على توصية الطبيب لتحديد مدى حاجته لجرعة أخرى أم لا، وفي حال تناول المريض للأنسولين فيحب مراجعة الطبيب لتحديد موعد جرعة الأنسولين أو إمكانية صيام المريض من عدمه».
 
وحددت وزارة الصحة قواعد يجب اتباعها وتتعلق بنظام التغذية لمرضى السكري خلال شهر رمضان، وأكدت ضرورة تناول وجبتي الإفطار والسحور في الموعد المحدد، مع إمكانية إضافة وجبة خفيفة بين هاتين الوجبتين، وذلك لتجنب ارتفاع السكر في الدم.
 
وبينت أن القاعدة السليمة والواجب اتباعها من قبل مرضى السكري تقتضي استشارة الطبيب قبل النية بالصيام، والالتزام التام بكافة الإرشادات والتعليمات الطبية، من حيث تعديل جرعات الأدوية وتوقيتها، وتنظيم الوجبات، وممارسة مختلف النشاطات اليومية، ومراجعة الطبيب عند أي طارئ.
 
وبحسب نصائح وزارة الصحة لمرضى السكري، يستحسن استبدال الحلويات بالفاكهة الطازجة طيلة شهر رمضان.
 
وفيما يتعلق بالشخص الصائم المصاب بالسكري، فإن عليه أن يفطر إذا أحس بأعراض نوبة هبوط السكر كالرعشة، وتغيير المزاج، والإحساس بالتعب، وزيادة الشهية، والتعرق، والدوخة، واضطراب الرؤية، والصداع.
 
ويؤكد القدسي:«أن استعمال أدوية مسيلات الدم من قبل مرضى القلب والشرايين وأصحاب الصمامات الاصطناعية وغيرهم يحتاج إلى مراقبة دقيقة لمستوى سيولة الدم».
ويشدد على :«ضرورة مراجعة هؤلاء المرضى لطبيبهم بصفة مستمرة لمراقبة جرعة الدواء المناسب، كما يجب متابعة الحالة ومراقبة سيولة الدم قبل اتخاذ قرار الصيام».
ويناشد الصائمين :«عدم ملء المعدة خلال الإفطار لتفادي الكثير من الأمراض، ومن ضمنها أمراض القلب».
 
أخطاء متعددة
 
وتفيد الصيدلانية أريج المحتسب أن هناك العديد من الأخطاء التي يقع فيها المريض خلال أيام الصيام كمضاعفة الجرعات بأخذ جرعة واحدة مضاعفة في رمضان بدلا من جرعتين يوميا كان يتناولهما قبل رمضان، وهذا خطأ كبير لأن مضاعفة الجرعة قد يكون لها مفعول سمي من جهة أو عدم تغطية تأثير الدواء خلال ال 12 ساعة المتبقية».
وتلفت إلى أن: «بعض المرضى يتناولون أدوية معينة قبل الطعام خلال الأيام السابقة لشهر رمضان ثم يتناولونها بعد الطعام في رمضان، وهذا يقلل من إمتصاصها وفعاليتها وخصوصا إذا كان الدواء يتداخل مع أطعمة معينة».
 
الأدوية النفسية
 
ويبين أخصائي الطب النفسي أحمد سامي دبور بأنه :«يفضل عدم صيام مرضى الفصام العقلي أو مرض اضطراب المزاج ثنائي القطب لأن أدويتهم دقيقة ولها تركيز معين في الدم، وقد يتعرض المريض للإنتكاسة».
ويلفت إلى أن:«أصحاب الأمراض البسيطة مثل الإكتئاب البسيط والقلق النفسي يمكن صيامهم شريطة تناول الأدوية عن طريق استشارة الطبيب المشرف».
ويقول دبور: «يفضل من كان دواؤه في اليوم ثلاث مرات أن لا يصوم لأن ذلك الدواء ينخفض تركيزه في الدم وقد يؤدي إلى حصول انتكاسة للمريض».
 
ويشدد على :«ضرورة حدوث اتفاق بين الطبيب والمريض لتقرير جرعة الدواء الواجب تناولها وإمكانية الصيام من عدمه».
 
وفي دراسة مسحية ورقابية على 127 من مرضى الصرع، ربطت زيادة حدوث نوبات التشنجات والصرع عند 27 من هؤلاء الذين لم يتناولوا الجرعات كاملة أثناء رمضان بالطريقة المفروضة، ولفتت إلى قلة وعي المريض وعدم أخذه للنصائح الضرورية من المختصين لما يتناسب مع حالته الصحية.