مهمته تشمل ثلاث نقاط.. وهذه رسالته بخصوص حزب الله
 

تزامنًا مع التطورات التي تشهدها المنطقة من جهة، وإنشغال الحكومة بوضع موازنة تقشفية تحد من العجز وتحارب الفساد من جهةٍ أخرى، وصل مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد إلى بيروت ليل أمس الثلاثاء في زيارةٍ لم يعلن عنها سابقًا.

إلى ذلك، كشفت مصادر سياسية وديبلوماسية أنّ "زيارة ساترفيلد للبنان تحمل هذه المرة أبعادًا مميزة يستحسن بالمسؤولين اللبنانيين التقاطها والتعاطي معها بذهنية جديدة، نظرًا للأوضاع الدقيقة ولتمرير هذه المرحلة المليئة بالمفاجآت بأقل ضرر ممكن".

وبحسب صحيفة "الجمهورية"، فإنّ مهمة مساعد وزير الخارجية الأميركي تتركز على النقاط الآتية:

ـ الأولى: مصير الإتصالات الجارية للتنقيب عن النفط في المنطقة الحدودية اللبنانية ـ الإسرائيلية، وفي هذا الإطار ينصح ساترفيلد الدولة اللبنانية بأفضلية القبول منذ الآن بإجراء مفاوضات، ولو غير مباشرة، مع إسرائيل للإتفاق على ترسيم الحقوق اللبنانية في هذه المربّعات النفطية والغازية لأنّ الإتصالات التي أجرتها الإدارة الأميركية مع إسرائيل في الأشهر الأربعة الأخيرة لم تسفر عن تليين الموقف الإسرائيلي حيال فكرة ترك الحرية للبنان في التنقيب عن النفط من دون التفاهم على ترسيم الحدود البحرية بينهما.

ـ الثانية: ضرورة معالجة وضعية "حزب الله" داخل السلطة اللبنانية، فالمسؤول الأميركي أشار إلى أنه "من الصعوبة تحييد ساحة لبنان عن التطورات الشرق الأوسطية طالما بقي حجم دور حزب الله في قرار الحرب والسلم على ما هو عليه"، وطالب "الحكومة اللبنانية باعتماد موقف متمايز عن "حزب الله" إذا كانت عاجزة عن ضبطه، وشدد "على ضرورة حصول افتراق حقيقي بين المؤسسات العسكرية والأمنية في لبنان وقيادات حزب الله".

ـ الثالثة: طريقة تطبيق لبنان العقوبات الأميركية ضد "حزب الله"، ذلك أنّ الإدارة الأميركية تملك معطيات تشير إلى أنّ "الحزب لا يزال يتمتع بحرية الحركة المالية والإقتصادية من خلال مؤسسات لبنانية تنتمي إلى النظام المالي اللبناني"، كما شدّد ساترفيلد على "ضرورة معالجة هذا الموضوع سريعًا لأنّ الإدارة الأميركية ترغب في حماية النظام المصرفي اللبناني وفي مساعدة لبنان إقتصاديًا، لكن يفترض بلبنان في المقابل أن يساعد نفسه ولا يتذرّع دائماً بضعف الدولة أمام حزب الله للتمَلّص من الإلتزامات الدولية".

يُشار هنا، إلى أن "ساترفيلد الذي التقى بالأمس رئيس الحكومة سعد الحريري والبطريرك الراعي سيزور اليوم بعبدا وعين التينة للقاء الرئيسين ميشال عون ونبيه بري".