هل يتقبّل الله رياءكم!؟
 
خيط رفيع يمرُّ بين الخفاء والعلن في الأعمال الخيريّة، فالبعض تدفعهم الشهرة للظهور والتباهي أمام عدسات الكاميرات بما يقومون به، فترى أمامك أعمالًا مُصطنعة وهذا ما حصل يوم أمس مع مُحافظ جبل لبنان، السيّد محمد مكاوي، ورئيس إتّحاد بلديّات الضاحية الجنوبيّة السيّد محمد درغام.
 
وضجّت مواقع التواصل الإجتماعي، خلال السّاعات القليلة الماضية، بعدد من الصور والفيديوهات التي إلتُقِطَت خلال زيارة مُحافظ جبل لبنان، ورئيس إتّحاد بلديّات الضاحية الجنوبيّة، إلى منطقة الأوزاعي برفقة مجموعة من الإعلاميّين، لتسليم مُساعدات إلى العائلات المُحتاجة، لمُناسبة شهر رمضان الفضيل.
 
وأغضبت هذه الصور روّاد مواقع التواصل الإجتماعي لما تحمل في باطنها من "بروباغندا" واستعراض، لاسيّما مع تصوير العائلات وهم يستلمون هذه المساعدات. واللّافت في هذه الخطوة الإصرار على إلتقاط الصور لإظهار المُحافظ وهو يُقدّم الإعاشات، لِنشرها على صفحة الإتّحاد، مُرفقة بخبر عن هذه الزيارة الخيريّة.
 
فكم من المحتاجين من أصحاب المكارم والجاه، لا يودّون أن يعلم الناس بضائقتهم وبظروفهم فعمل الخير لا يكون بهذه الطريقة "صوّرني أنا وعم وزّع إعاشة"، فحين سأل أحدهم يوماً الإمام علي (ع): لماذا تعطي من وراء الستار؟
أجاب(ع): حتىٰ لا ارىٰ ذلة السائل وعظمة المسؤول؟
 
والأعمال الإنسانيّة تكون في الخفاء لأنّ لها رسالة إنسانيّة، فهي ليست إنجازًا يتطلّب للإعلان عنه عبر مواقع التواصل الإجتماعيّ وسائل الإعلام، ولا شكّ أنّ ثقافة التطوّع هي جزء لا يتجزّأ من نسيج المجتمع.