إيران وأميركا.. سيناريوهات المواجهة
 
تُعدُّ الأزمة الراهنة بين الولايات المُتّحدة من جهّة وإيران من جهّة أخرى، الأكثر حدّةً منذُ إحتلال السفارة الأميركيّة، في طهران قبل 4 عقود تقريبًا، وتدلُّ أغلب المؤشِّرات إلى أنّ الأزمة الراهنة تذهبُ نحو المزيد من التصعيد إلى أن تؤدّي إلى الإنفراج أو الحرب.
 
مع إرتفاع حدّة التوتّر بين الطرفين، بدأ خبراء في وضع سيناريوهات مُختلفة لما ستؤول إليه الأوضاع الحاليّة، في ظلّ إرسال الولايات المُتّحدة، تشكيلين بحريّين وقاصفات B-52 إلى منطقة الخليج، تحسبًّا لأيّ تهديد إيرانيّ.
 
وخلال مُقابلة خاصّة مع موقع "لبنان الجديد"، أكّد مُدير مركز المشرق للشؤون الإستراتجيّة، الدكتور سامي نادر، أنّ الذي حصل في الآونة الأخيرة يُشكلُّ  في الواقع خطرًا للملاحة الدوليّة والملاحة البحريّة التجاريّة في الوقت عينه، لاسيّما وأنّه يُعدُّ تهديدًا إواضحًا للتجارة.
 
واعتبر نادر أنّ "الواقعة التي حصلت هي رسالة باتجاهين، ومضمون الرسائل أنّ هناك قدرة على التهديد أيّ الحدود البحريّة وتحديدًا حركة السفن في الخليج هي مُهدّدة وغير محميّة".
 
 
وتابع:"حتى هذه اللّحظة لا نستطيع توجيه التهمة إلى إيران علمًا أنّ اليوم هناك شكوك بأنّ إيران هي التي افتعلت هذه الحادثة ومن يُراقب الأحداث لا يستطيع أن يوجّه أصابع الإتّهام إلى أيّ جهّة، واليوم الأنظار تتوجّه إلى الولايات المُتّحدة لمعرفة كيف ستتصرّف في هذا الموضوع، خصوصًا وأنّه في الفترة الأخيرة، أرسلت الولايات المُتّحدة تعزيزاتها العسكريّة في ظلّ تصاعد المواجهة مع إيران، إذًا تبريرات هذه التعزيزات هي حماية حلفائها في الشرق الأوسط (السعوديّة والإمارات) وحركة الملاحة البحريّة في الخليج، وتدفّق النفط في آنٍ واحدٍ".
 
وقال نادر:"الأسئلة هنا هي متوجّهة إلى الولايات المُتّحدة هل ستردّ أو ستوجّه الإتّهامات بشكل مُباشر، اليوم هناك إختراق للأهداف التي وضعتها الولايات المُتّحدة بنفسها وكيف ستتعامل أو سوف تتصرّف كـَ إدارة أوباما".
 
ورأى نادر أنّنا في مرحلة جديدة، مُشيرًا إلى "أنّنا إنتقلنا إلى بداية تصادم وخرجنا من إطار التصعيد الكلامي  المُتبادلة وهذا يدلّ أنّ الأمور مُتّجهة إلى تصعيد".
 
ورأى نادر أنّ هذه الحادثة هي "إمتحان لـِ ترامب ولـِ مدى جهوزيّة الولايات المُتّحدة لإستخدام القوّة وهل تعزيزاتها هي مُجرّد تهويل للذهاب إلى تفاوض.. أوّ سيضرب ترامب بيدٍ من حديد ويستخدم قوّته العسكريّة، من أجل تحقيق الأهداف التي هو وضعها أوّلًا، حماية التجارة وحماية تدفّق النفط وثانيًا حماية الحلفاء".
 
وتابع:"هذا الحدث فرض نفسه والعنوان الأبرز هو الصراع مع إيران الذي يأخذ مصارًا تصاعديًّا يومًا بعد يوم لاسيّما وأنّ لا إختراق على المستوى الديبلوماسيّ، والأيّام المُقبلة سوف تكون رهن إصطدام عسكريّ أوّ إختراق تفاوضي تقوده أوروبا، أوّ حرب باردة".
 
وعن دخول السعوديّة في صراع مع إيران، أجاب نادر:"السعوديّة تتصارع مع إيران من اليمن وبالديبلوماسيّة مع إيران من العراق، والعمليّة هي إمتحان للأميركان ولجهوزيّتهم".