جاءت مواقف قيادة حزب الله وإرسال وفد الى بكركي للتعزية، وكذلك الحال ببيان النعي الصادر عن الرئيس بري وتشبيه الراحل بالإمام الصدر كأنها وقعت على رؤوس جماهيرهما وقع الصاعقة!
 

عند كل حدث، وقبيل أن تتوضح مواقف القيادات الشيعية (أمل - حزب الله - الشيوعي) تتخبط هذه الجماهير وتعيش حالة من التيه تتلمسها جليًا عبر صفحات التواصل الإجتماعي، وبالأعم الأغلب تصدر مواقف شخصية من الاتباع والقواعد ليتبين بعد حين أن رأي القيادات مخالف تمامًا، مما يضطر هؤلاء المساكين لشد لجامهم بأنفسهم والانسياق من جديد خلف زعاماتهم.

 

فبعد الإعلان الرسمي عن رحيل بطرك الإستقلال نصرالله صفير المعروف بمواقفه التاريخية المناهضة للإحتلال السوري، وآرائه المطابقة كليًا لآراء الإمام الصدر بنهائية الكيان اللبناني والداعمة لقيام الدولة ومؤسساتها وحصرية السلاح بيدها.. وغيرها وغيرها من المواقف السيادية، إلا ان بروبوغندا الدعاية الحزبية في الوسط الشيعي جعلت من الراحل الكبير وكأنه بموقف المعادي للثنائي الشيعي وبالأخص لمشروع حزب الله فكانت ردة فعل القواعد منسجمة تماما مع الدعاية الحزبية بدون أي تحفظ ولا تفكير مسبق كما جرت العادة، فجاءت مواقف قيادة حزب الله وإرسال وفد الى بكركي للتعزية، وكذلك الحال ببيان النعي الصادر عن الرئيس بري وتشبيه الراحل بالإمام الصدر كأنها وقعت على رؤوس جماهيرهما وقع الصاعقة! 

 

إقرأ أيضًا:  هل يستقيل الحريري؟؟

 

المؤسف بالموضوع، هو هذا التباين والهوة عند الشيعة بين القيادة من جهة وبين أحزابهم من جعة ثانية، فمن جهة القواعد الرثة تفتقد للحد الادنى من الشعور الوطني فضلًا عن التفكير الذاتي، وكم هي هذه القواعد مأخوذة بالدعاية الحزبية وأسيرة مواقف إعلامية تترك في جوفها ولا يعمل على إخراجها ولا هي تفهم من تلقاء نفسها أن للدعاية الحزبية لحظتها السياسية المتحركة بحسب الظروف الموضوعية، وقابلة للتحول والتبدل بحسب المصالح، فالسيء الآن هو حسن بعد حين والعكس صحيح.

 

هذا من جهة ومن جهة أخرى، أظهر هذا التخبط أن التثقيف الحزبي عند القواعد الشيعية، لا ينتج أفرادًا تفكر وتقرر وتسير! وإنما أفراد تتلقى وتسير وفق توجه مسقط عليها من الأعلى وتسير وفقها وتسلم تسليما بخلاف النص القراني الذي يقول "إنما أدعوكم لواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادا ثم تتفكروا....". 

 

رحم الله البطريرك صفير، وحفظ أمانته التي لا يحملها إلا كل من آمن بلبنان "وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه".