ما خلفيات التفجيرات في الإمارات ومن المستفيد من هذه العملية وهل من مصلحة إيران القيام بهكذا عمل؟
 
لم تكن التفجيرات التي استهدفت  عددا من ناقلات النفط في ميناء فجيرة ذات الأهمية الإستراتيجية عالميا في مجال تصدير النفط والغاز  غير متوقعة، بل على العكس تماما  حيث كان يتوقع الخبراء حدوث أحداث من هذا النوع بعد التصعيد بين إيران والولايات المتحدة خلال الاسبوع الماضي. 
 
 فبعد إرسال الولايات المتحدة حاملة طائرات لينكولن إلى الشرق الأوسط والتهديدات المتبادلة بين السلطات الإيرانية والأمريكية كان من الواضح لأي خبير سياسي واستراتيجي أن الوضع وصل إلى نقطة الغليان وأن حصول أي اشتباه من شأنه أن يؤدي إلى نشوب حرب بين الطرفين. 
 
ذلك لأن الولايات المتحدة قد حذرت إيران بأنها لن تمرر مرورا كراما على اي اعتداء لقواتها وسترد على اي اعتداء لقواتها بقسوة.
 
 أضف الى ذلك أن تقارير استخباراتية وصلت إلى البيت الأبيض كانت تفيد بأن إيران قامت بنقل صواريخ إلى الخليج. في حين أن إيران من حقها أن تستعد لأي طارئ في مياهها الجنوبية وليس الولايات المتحدة التي شنت حربا اقتصادية واسعة على إيران. 
 
 
ولا يختلف اثنان على أن ارتفاع منسوب التوتر بين إيران والولايات المتحدة يصب لمصلحة الكيان الصهيوني خاصة عندما تتوفر هناك ذريعة عربية خليجية لتدخل الولايات المتحدة وضربها إيران عسكريا. فحينها يكون الكيان الصهيوني بمنأى عن تلك الحرب ويكون هو المستفيد الأول من الحرب بين إيران من جهة والولايات المتحدة ودول الخليج العربية من جهة اخرى.
 
وعليه فإن الكيان الصهيوني هو المتهم الأول والمستفيد الوحيد من نشوب الحرب في الخليج.
ونظرا لهشاشة الأوضاع يبدو أن إيران وأمريكا بحاجة إلى خط خاص للتواصل والاتصال تجنبا للوقوع في الافخاخ. فإن إيران ليس لها اي مصلحة للمواجهة العسكرية مع الولايات المتحدة وحلفائها الخليجيين لأنها لم تتعاف لحد الآن عن الدمار الذي لحقها طيلة 8 أعوام من الحرب العراقية الإيرانية.
 
 ان بعض المعلقين يفلسف لوجود إيران خلف أحداث الفجيرة ويقول بأن إيران تريد عبر هذه الصدمة أو الرسالة إيقاظ الرئيس الأميركي ليرى بعض العواقب التي تكتنفها الحرب. 
 
هل من المعقول ان لا يعرف رئيس أقوى بلد في العالم على الإطلاق، ان إيران لديها صواريخ تبلغ مداها العواصم الأوربية. كما أن بلدان الخليج العربية لديها أسلحة متطورة برية وجوية وبحرية. 
 
ان إيران تستغني عن الفخ الوهمي الذي يحيكه لها عدد من السياسيين اليساريين في العالم العربي.