سكّان هذه المنطقة غالبيّتهم إنتخبوا التيّار الوطني الحرّ وإذا نعود إلى الأرشيف نُلاحظ أنّ التيّار كان من أشدّ المُعترضين على مدّ التوتّر العالي
 
يتسلّح سكّان المنصوريّة بالخبراء الأوروبيّين للتأكيد لـِ وزيرة الطاقة ندى البستاني، بأنّ خطوط التوتّر العالي تلحقُ بهم الضرر حتى وصلت معهم الأمور إلى اللّجوء للبطريرك الماروني بشارة الراعي، إلّا أنّ الوزيرة تصرُّ على إقناعهم بأنّ لا خطر على صحتهم مُتمسّكةً بـِ بيانٍ ترويجيّ يُشيرُ إلى أنّ "مؤسّسة كهرباء لبنان وبالتعاون مع مؤسّسات دوليّة ذات إختصاص، ومنها كهرباء فرنسا، قامت بإجراء عمليّة قياس للمجال المغناطيسي في المناطق القريبة من خطوط التوتّر العالي، وثبُت أن مستويات الحقل المغناطيسي هي أقلّ بكثير من المستويات العلميّة المعمول بها والمقبولة عالميّاً، وهي 100 ميكرو تيسلا"، ودخلت الأمور بين الطرفين إلى حائط مسدود.
 
وفي حديثٍ خاصّ مع موقع "لبنان الجديد"، إستند رئيس جمعيّة "غرين غلوب"، السيّد سمير سكاف، إلى مراجعٍ في بلديّات في جنوب فرنسا، حول مدّ التوتّر العالي إن كان من الأفضل أن يكون فوق الأرض أو تحتها، فكانت الأجوبة من الضروري أن تكون الإمدادات تحت الأرض وليس فوقها.
 
وتابع سكاف:" هناك البعض في الوزارة يُشير إلى أنّ الإمدادت فوق الأرض هي أفضل، إلّا أنّ وبحسب الخبراء الذين راجعناهم حول هذا الملف كان جوابهم تحت الأرض وليس فوقها، لما يُسبّب من أضرار صحيّة لاسيّما ما يُشكّل من تلوث مغناطيسي".
 
وأضاف:" في الخارج يتمّ البحث في هذه الفترة حول ملف التلوث المغناطيسي لما يُشكّل من أضرار صحّية وتأثيره السلبي على حياة الناس"، مُشدّدًا " نحنُ نقف إلى جانب الناس خصوصًا وأنّ هناك أشخاص من الجمعيّة شاركوا في إعتصامات المنصوريّة إلّا أنّنا نرفض إدخال الرموز الدينيّة في هذا الموضوع وعدم زجّها في ملفٍ كهذا".
 
 
وأكّد سكاف أنّه "بنى رأيه في هذا الملف على دراسات أجريت في الجنوب الفرنسي لاسيّما وأنّها بالدرجة الأولى مصدرًا للثقة، بالإضافة إلى أنّ هناك خبرات تُشيرُ إلى أنّ هناك إختبارت تؤكّدُ على الأضرار الصحيّة التي تلحقُ من خلالها بالإنسان".
 
 من جهّة أخرى، كشف المُنسّق الإعلامي في تحالف مُتّحدون الأستاذ وليد محب، أنّهم كـَ تحالف يُتابعون الملفات التي تُلاحقها الفساد على المُستويات كافّة، و كلّ ما يتعلّق في ملف الشأن العامّ بشكلٍ يغيبُ عنه الضمير، قائلًا:" بالحقيقة هناك تخبّط وضياع  في وزارة الكهرباء وكلّ المُطالبين بأنّ يمرّ التوتّر العالي بين المنازل السكنيّة وفوق مدرسة تضمّ أكثر من ألفين طالب".
 
وتابع:" من الضروري أن نُذكّر أنّ سكّان هذه المنطقة غالبيّتهم إنتخبوا التيّار الوطني الحرّ وإذا نعود إلى الأرشيف نُلاحظ أنّ التيّار كان من أشدّ المُعترضين على مدّ التوتّر العالي، خصوصًا وأنّهم تبنّوا هذه القضيّة مؤكّدين أنّ الأسلاك الكهربائيّة لن تمرّ إلى أن أتت وزيرة التيّار وطالبت بتمريره"، مُعتبرًا أنّه "في هذه العمليّة هناك مُمارسة سياسيّة الضمير فيها مُستتر إنّما ناقص ألف".
 
وقال:" الوزيرة تتحدّث بعكس مطالب الناس، من هُنا أودّ أن أوجّه تحيّة للأب داني إفرام الذي وقف بوجههم لمنع تمرير الأسلاك فوق مدرسة فيها أكثر من ألفين طالب، نحنُ بحاجة إلى أشخاص تعيش ألم ووجع الشعب اللّبنانيّ وتطالب بحقّ المواطن، وهناك دراسات تُثبتُ مخاطر التوتّر العالي على صحّة السكّان، فنسبة سرطان الدمّ هي مُرتفعة بحسب الدراسات في المناطق التي تتواجد فيها هذه أسلاك التوتّر العالي".
 
وعبّر محب عن "أسفه لوصول هذه الجهّة السياسية إلى السلطة على أساس أنها رافضة لهذا المشروع وفور وصولها بدّلت رأيها، مُعتبرًا أنّ هكذا تصرّف يدلّ على غياب المبدأ والضمير".
 
وقال:" كافّة رواد مواقع التواصل الإجتماعي، بتداولون بكثافة فيديوهات تُبيّن التباين في آراء نواب التيّار الوطني الحرّ في مواقفهم خصوصًا في هذا الملف، و من الواضح أنّ الهدف كان فقط إستثارة الناس".
 
وأضاف:"ومن الواضح، أنّ هدفهم طبعًا ليس أذيّة الناس لكنّ لا يملكون القدرة على التباحث في حلول".
 
وفي الختام، سألناه عن الأسباب التي جعلت التيّار يُبدّل بموقفه، أجاب محب:" هناك مثلًا شعبيًّا يقول بقيتُ أصلّي حتى حصلّي ووقت حصلّي بطلت أصلّي".
 
وتُنتج من أبراج الضغط العالي للكهرباء  أضرار صحيّة عديدة، هناك أبحاث طبيّة تُفيدُ بأنّ أوّل ما يظهر على الإنسان في مراحل الإصابة الأولى هو إرهاق شديد نفسي وعصبي  يتحوّل بعد ذلك إلى  إرهاق وبالتالي يحدث خمول شديد ويكون الإنسان غير قادر على مُمارسة أي نشاط، وبعد ذلك يحدث إصابة بسرطان الدم والأوعية وتكثر عند الأطفال لأنّ جهازهم المناعي ضعيف، مما يزيد مُعدّل الإصابة بالأورام و بسرطان الدم اللّمفاوي للأشخاص الذين يعملون أو يسكنون بالقرب من هذه الابراج.