عون: لن يبقى للبنان وجود إذا بقي فيه نصف مليون لاجىء فلسطيني ومليون و600 ألف نازح سوري
 

على خلفية تصريح رئيس الجمهورية ميشال عون الأخير خلال استقباله وفدًا من مجلس كنائس الشرق الأوسط في قصر بعبدا، والذي قال فيه: "لن يبقى للبنان وجود إذا بقي فيه نصف مليون لاجىء فلسطيني ومليون و600 ألف نازح سوري"، اعتبرت مصادر سياسية لبنانية نقلًا عن صحيفة "العرب اللندنية" أن "كلام عون عن ليس سوى مزايدات ذات طابع شعبي تستهدف استثارة غرائز المسيحيين اللبنانيين في وقت يواجه البلد أزمة سياسية وإقتصادية عميقة تهدّد بانهيار كل مؤسساته".

كما تساءلت "كيف يمكن لعون تجاهل الواقع المتمثل في أنّ النظام السوري نفسه لا يريد عودة اللاجئين السوريين إلى المدن التي نزحوا منها من جهة والدور الذي لعبه حزب الله في تهجير سوريين من أراضيهم إلى لبنان من جهة أخرى"، وأشارت إلى أن "قسمًا كبيرًا من السوريين الذين نزحوا إلى لبنان جاء من مناطق حدودية حرص حزب الله على التمركز فيها وتغيير طبيعة التركيبة السكانية فيها عن طريق نقل شيعة لبنانيين وعراقيين إليها"، وركزت على أنّ "المثل الصارخ على ما فعله حزب الله في سوريا هو في بلدة القصير القريبة من الحدود اللبنانية والتي يمنع سكانها من العودة إليها".

علمًا، أن "عون طالب المجلس بمساعدة لبنان في حل مسألة النازحين السوريين، من خلال إقناع الدول الغربية بقبول عودتهم إلى بلدهم، في أسرع وقت ممكن"، وذكر في حديثه أن "إسرائيل أعلنت أن اللاجئين الفلسطينيين سيبقون حيث هم".

وفي السياق تشير المعلومات، إلى أنه "يعيش 174 ألفًا و422 لاجئًا فلسطينيًا في 12 مخيمًا و156 تجمعا فلسطينيًا في محافظات لبنان الخمس، بحسب أحدث إحصاء لإدارة الإحصاء المركزي اللبنانية، عام 2017".

وبحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، بلغ عدد اللاجئين السوريين في لبنان 997 ألفًا، حتى نهاية نوفمبر 2017، إضافة إلى لاجئين سوريين غير مسجلين لدى المفوضية.

كما ترافق كلام عون مع سلسلة من التغريدات لوزير الخارجية جبران باسيل، آخرها "هذه الأرض التي أثمرت أنبياء وقديسين لن يحل محلنا فيها، لا لاجئ ولا نازح ولا فاسد".

في غضون ذلك، عزت أوساط سياسية نقلًا عن "اللندنية" أن "التصعيد الكلامي الذي يمارسه عون وباسيل إلى حاجة التيار الوطني الحر إلى استعادة قواعده المسيحية، خصوصًا بعد تدهور الوضع الإقتصادي في لبنان والمواجهة الأخيرة بين قوات الأمن وأهالي بلدة المنصورية المسيحية والتي تخللها سقوط جرحى بين الأهالي بسبب إصرار وزارة الطاقة على تمرير خطوط التوتر العالي الكهربائية في سماء البلدة بدل طمرها في الأرض".

وتفسر "اللندنية" كلام عون نقلًا عن سياسي لبناني بأنّه "يريد في الواقع استخدام ورقة الذين يسميهم نازحين من أجل تبرير زيارة يقوم بها إلى دمشق بغية لقاء بشار الأسد بحجة البحث معه في عودة النازحين إلى الأراضي السورية".