اعتبر الوزير الأسبق ​بطرس حرب​ ان البلد يمر في أزمة حقيقيّة تستوجب حلا جديا، وعلى الحكومة أن تتحمل مسؤولياتها لايجاد هذا الحل، خاصة وأن الطريقة التي قاربت فيها المشكلة حتى الساعة خاطئة أدّت لردة الفعل التي شهدناها، لافتا الى ان اللبنانيين يدركون تماما أن الحل قد يأتي على حسابهم لذلك استبقوا الموضوع بالتحرك في الشارع.

ورأى حرب في حديث لـ"النشرة" أن المزايدات السياسيّة من قبل بعض الوزراء بهدف تحقيق مكاسب شعبيّة واظهار "مرجلة" ليست بمكانها، أدّت الى ما أدّت اليه، مشيرا الى ان ردّة فعل كل القطاعات في آن واحد جعلت الدولة غير قادرة على قمع كل الاعتراضات. وقال: "المواطن يرى اليوم وجود من يحاول المساس بجيبه وخفض مستوى عيشه، وبالمقابل هو لا يلمس أي مساعي جدّية ل​مكافحة الفساد​ الذي تحوّل الى مجرد شعار، وبالتالي في هذا الجو ووفق هذه المعطيات، لن يقبل المواطن بأن يضحّي وحده فيما يكدس المسؤولون الثروات غير المشروعة، والصفقات مستمرة و​القضاء​ يتخبّط".

ورجّح حرب أن يكون الاجتماع الذي عقده رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ مع رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ ورئيس المجلس النيابي ​نبيه بري​ مساء الاثنين في ​قصر بعبدا​ هدفه العمل على مواجهة المشكلة الحالية، معتبرا انه "على جميع الذين يمسكون بدفّة الحكم اليوم أن يتحمّلوا مسؤولياتهم، باعتبار ان ما يحصل نتج عن سوء ادارة الدولة طيلة المرحلة الماضية، ما أدى لارتفاع مستوى ​الدين العام​ واحتلالنا مراكز متقدمة بين البلدان الاكثر فسادا".

واعتبر حرب أنه اذا لم تكن الحكومة الحاليّة قادرة على تحمل مسؤوليّاتها، فالأجدى بها أن تستقيل ليتمّ تشكيل حكومة جديدة تكون على مستوى الحمل، لاسيّما وأننا هناك وعدنا ​المجتمع الدولي​ بالكثير من الاصلاحات في مؤتمر "سيدر" ويتم حاليا تمريرها بطريقة خاطئة.

وتطرّق حرب لما يحصل من اعتراضات في منطقة المنصوريّة على مباشرة ​وزارة الطاقة والمياه​ بأعمال مدّ شبكة التوتّر العالي فوق الأرض، فوصف بـ"المعيب" التعرّض للمواطنين من قبل الفريق الحاكم اليوم الذي حرضهم بوقت سابق على التصدي للموضوع. وتساءل: "ما الذي يمنع استثنائيا تأمين اعتمادات اضافيّة لتمرير الشبكة تحت الارض طالما من المرجح ان يكون لها ضرر على صحة المواطنين في المنطقة"؟. وأضاف: "لا يجوز للسلطة ان تقمع السكان بالطريقة التي قمعتهم بها".

واستغرب حرب التعرض للنائب ​الياس حنكش​، متسائلا كيف ان عسكر الامة يعتدي على نائب الامة فقط لأنّه قرر التضامن مع السكان.