هل يتّجه لبنان نحو انفجار إجتماعي في الأيام القادمة؟
 

على إثر الإضراب الذي نفّذته مختلف القطاعات العامة أمس الإثنين رفضًا للمس بمكتسباتهم وحقوقهم، بدا لبنان وكأنه على شفا إنفجار داخلي كبير ذي طابع إجتماعي بعد تدهور الوضع الإقتصادي إلى حدّ حمل بورصة بيروت على تعليق نشاطها "إلى إشعار آخر".

ومن بين أبرز التطورات التي عكست اتساع رقعة التدهور الإقتصادي، وفقدان الثقة بالمؤسسات إضراب موظفي مصرف لبنان الذي أثر بشكل مباشر على التعامل بالليرة اللبنانية وعلى كل النشاط المصرفي في بلد يعتبر هذا القطاع العمود الفقري لإقتصاده.

وعلى خلفية ذلك، أصدر رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مذكرة إدارية طلب فيها من "الإدارات الرسمية كافة وجميع الهيئات الرقابية تنفيذ القوانين والأنظمة النافذة التي تؤمّن استمرار عمل السلطات وسير المرافق العامة، والحؤول دون شلها أو تعطيلها، والتي تحظر على الموظف أن يضرب عن العمل أو يحرض على الإضراب".

ولفتت المذكرة إلى مادة قانونية "تحظر على الموظف أن يقوم بأي عمل تمنعه القوانين والأنظمة النافذة، وتحظر أيضًا على الموظف أن يضرب عن العمل أو يحرض غيره على الإضراب".

في مقابل ذلك، رأت أوساط سياسية لبنانية نقلًا عن صحيفة "العرب اللندنية" أن "الخطاب الأخير لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، الذي وجه فيه انتقادات إلى المصارف اللبنانية كما دعاها إلى المساهمة مباشرة في خفض العجز في الموازنة، لعب دوره في تدهور الوضع في البلد".

كما لاحظت هذه الأوساط أنّ "هذا التدهور يأتي على خلفية تشديد العقوبات الأميركية على إيران وحزب الله ومخاوف من أن تلجأ إيران إلى استخدام الحزب في تفجير الوضع الداخلي في لبنان في سياق إظهارها القدرة على استخدام أوراقها في المنطقة"، وأوضحت أن "إيران تريد من خلال إمساكها بالورقة اللبنانية القول للإدارة الأميركية أن لديها القدرة على خلق حال من عدم الاستقرار في غير بلد عربي في حال منعها من تصدير نفطها".

يُشار هنا، إلى أن "الحكومة اللبنانية المثقلة بأحد أكبر أعباء الديون العامة في العالم تناقش مسودة الموازنة للعام 2019 التي قال رئيس الوزراء إنها قد تكون الأشد تقشفًا في تاريخ البلاد".

والجدير ذكره هنا، أن رئيس نقابة موظفي مصرف لبنان عباس عواضة أعلن "عن تعليق الإضراب اليوم الثلاثاء حتى يوم الجمعة المقبل"، مؤكدًا أن "النقابة غير مستعدة أن تتنازل عن حق من حقوقها وعن استقلالية مؤسساتها"، مشيرًا إلى أن "النقابة سننتظر 3 أيام وفي حال جرت أمور ايجابية سيتم تعليق الإضراب"، لافتًا إلى "أننا نشكر الموظفين على تعاليهم على جراحهم وعلى تحملهم مسؤولياتهم".

كما أوضح أن "الاضراب لم يعلق نهائيًا لأن لأن الامور لم تنته نهائيًا والمهم في الموضوع أن هناك توجه لنوه من الايجابية ونحن ايجابيون مع الإيجابية"، مؤكدًا "إننا لسنا هواة للإضرابات ولكن نحن لن نسمح بالمس بحقوقنا".