الابتزاز الاميركي للسعودية، متى ستردّ؟
 

لا يتوانى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن توجيه الإهانات للمملكة العربية السعودية وملكها بالتّحديد، ولو اقتصر الأمر على قذف الإهانات في تصريحاتٍ صحافية من هنا، أو ردودٍ على أسئلة تتعلّق بالعلاقة بين البلدين  لهان الأمر، إلاّ أنّ الرئيس الأمريكي يعمد إلى جمع مناصريه ومُتابعيه، ويعتلي المنبر ليًقدّم عرضاً مسرحياً هزلياً يشرح فيه "إبداعاته" عن ابتزاز السعودية لدفع الاموال: قُلت للملك لديكم أموالاً طائلة، وعليكم أن تدفعوا لقاء حمايتنا لكم، لولانا لقُضي على السعودية خلال أسبوعين فقط...في اتّصالٍ واحد حصلت على أربعمائة وخمسين مليار دولار أمريكي، وبسهولة فائقة، أسهل من تحصيل مبلغ مائة وثلاثة عشر دولار وبعض السنتات لقاء أجرة منزل في حيٍ سيّئ في نيويورك، أسهل وآمن، وتتعالى ضحكات وصيحات الجمهور.. قال لي الملك: لماذا تتّصل بي في حين لم يتّصل غيرك؟ (من الرؤساء السابقين)، ببساطة شديدة يُجيب ترامب: لأنّهم أغبياء! ويترك الرئيس الأمريكي لنا الحيرة للتّساؤل من هم الأغبياء، رؤساء أميركا السابقين أم زعماء السعودية الحاليّين، هؤلاء الذين يدفعون" الغُرم" عن يدٍ وهم صاغرون. 

إقرأ أيضًا: عند انهيار الدولة، على من سيتّكئ حزب الله؟

تتوالى الإهانات ويلوذ حُكّام المملكة العربية السعودية بالصمت، فضلاً عن الخزي والعار لعدم الرّد وكَيل الصّاع بصاعين، أم أنّ العقدة التي ما زالت تحكم علاقة المملكة بالولايات المتحدة الأمريكية هي جريمة قتل الصحافي السعودي جمال الخاشقجي منذ عدّة أشهر في قنصلية المملكة في تركيا، والمملكة ما زالت تحفظ للرئيس ترامب صُنع جميله عندما امتنع عن اتخاذ عقوبات جدّية بحق المملكة عندما اشتدّ الضغط المعنوي والأدبي على الولايات المتحدة الأمريكية لإدانة هذه الجريمة النكراء، وقد تذرّع ترامب يومها بمصلحة البلاد الإقتصادية والمالية على حساب هيبتها ومصداقيتها في شؤون حقوق الإنسان والحريات الأساسية، وفي مقدمتها حرية الرأي والتعبير، ويعود في المشاهد الهزلية ليُكرّر ذلك: لن أقطع العلاقة معهم، نحن بحاجة لاموالهم، إنّهم أثرياء، عليهم أن يدفعوا، وهم يدفعون بسخاء، ولم يقل بغباء، ذلك أنّهم بين يديه اطوع من بنان، وأضعف من نعجة بين يدي جزّار.

قال حبيب بن أوس الشاعر أبو تمام الطائي:

كذبتُم ليس يزهى من له حسبٌ

ومن له نسبٌ عمّن له أدبُ

إنّي لذو عجبٍ منكم أُردّدهُ

فيكم وفي عجبي من زهوكم عجبُ

لجاجةٌ بي فيكم ليس يُشبهها 

إلاّ لجاجتكم في أنّكم عربُ.