لفت ​البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي​، في عظته خلال قداس إفتتاح ​الشهر المريمي​ في بازيليك سيدة ​لبنان​- ​حاريصا​ الى أن "مريم تنشد عظمة الله بإبنه المتجسد منها بالروح ​القدس​ والذي كمل صورة الله في آمته المتواضعة"، مشيرا الى "أننا توافدنا الى حاريصا من مختلف المناطق ومن الخارج وهو توافد لا ينقطع طيلة ​السنة​ ليلا ونهارا وخاصة في شهر أيار المخصص لتكريم مريم، فكم من صلوات وابتهالات وأناشيد تتصاعد من هذا المكان المقدس. توافدنا في مسيرة الاجيال لتعطيها الطوبة".

وهنأ الراعي بهذا العيد "وبخاصة ​رئيس الجمهورية​ الذي أراد أن يشاركنا من خلال وزير ​الاقتصاد​، وننقل اليه صلاتنا الى ​سيدة لبنان​ لكي تحمي الوطن وهو يدير دفة سفينته نحو ميناء الخلاص"، راجيا أن "يكون هذا الشهر المريمي مصدر خير ونعم على وطننا لبنان. ومريم سيدته وملكته وحاميته وعلى بلدان ​الشرق الاوسط​ التي إعتدنا أن نكرسها سنويا في شهر آيار متلمسين لوطنن وللشرق السلام والإستقرار وعودة ​اللاجئين​ و​النازحين​ ليحافظوا على حقوقهم المدنية ويواصلوا كتابه تاريخه ويعززوا ثقافتهم وحضارتهم".


وأضاف: "نشيد مريم يشهد باليقين لبداية التغيير الحاسم في تاريخ البشر، تحقق الوعد الذي قطعه الله لابراهيم ونسله من خلال ابن مريم الذي معه تولد الكنيسة شعب الله الجديد، هو اعلان ذروة التاريخ الذي يبدأ معه طريق الله بين البشر وكان مكتوما منذ الدهور. تنشد مريم قدرة الله ورحمته التي تتواصل من جيل الى جيل وقوته التي تبدل تاريخ البشر، اذ يضع الله حدا لما كان يظنه الناس ضمانة ومأمنا فبدد المتكبرين وأنزل الجببارة عن عروشهم ورفع المتواضعين وأشبع الجائعين"، موضحا أن "نشيد مريم هو نشيد نبوي ذو بعد اجتماعي بمعنى ان الله حاضر في تاريخ البشر ليحقق تغييرا جذريا بيسوع وثقافة ​الانجيل​. انها أكبر ثورة اجتماعية سلمية في التاريخ، ثورة ​المحبة​ والحقيقة وهذا النشيد ذو طابع لاهوتي يؤكد أن الله وحده الغنى الحقيقي".