فالسيد قال للمصارف باننا نحن واياكم على مركب واحد ( وهذا صحيح )، مناشدا المصارف المساهمة في حل الازمة، فيما الحقيقة تقول ان وجود الحزب على نفس المركب في هذه اللحظة تحديدا إنما ينذر بغرق المركب بمن عليه
 
من السخافة بمكان اعتبار الازمة الاقتصادية الحالية وما يمرّ به لبنان وما ينتظره من انهيار متوقع هو نتاج الفساد المستشري والنهب المنظم من نفس هذه الطبقة السياسية المتحكمة بالبلد منذ عقود، واعتبار ان الموازنة العتيدة وتلهي اللبنانيون ببنودها ستشكل خشبة الخلاص المنتظر.
 
اركان النظام لم يفهموا بعد ان اساليبهم القديمة في معالجة ازمات البلد ومحاولة اللعب والتذاكي بالفصل بين لبنان الرسمي، حكومة ومؤسسات وبين حزب الله وسيطرته على مفاصل البلد صارت لعبة قديمة جدا ولم تعد تصلح لا عند المجتمع الدولي ولا طبعا عند ترامب وإدارته.
 
فكما قال السيد حسن نصرالله في كلمته الاخيرة بمناسبة ذكرى قائده الجهادي مصطفى بدر الدين، بان الرئيس الاميركي ينفذ بالتفاصيل كل ما كان وعد به في حملته الانتخابية، وبالتالي فإن حربه الشرسة على حزب الله لن تتوانة بالذهاب الى اقصى الحدود حتى وان تطلب الامر تهافت لبنان فوق رؤوس الجميع حتى يصل الى رأس الحزب .
 
 
وان اي كلام عن تخوف المجتمع الدولي وحرصه على عدم الانهيار هو بمثابة مقولة سخيفة ليس لها من الحقيقة اي نصيب، بالخصوص ان من يطلقها يعتبر ان وجود اللاجئيين السوريين هو الهاجس والمانع من ذلك، باعتبار ان الاوروبيين يتخوفون من الموجات البشرية ان تجتاحهم، متناسين هؤلاء البسطاء ان ليبيا بما تمثل من بوابة للهجرة غير الشرعية على اوروبا لقربها الجغرافي لم يستدع ذلك عدم إشتعال الاوضاع هناك!
 
اعتقد ان اميركا تمارس على لبنان عقوبات من دون ان تعلن عن ذلك، وهذا يعني ان سادر وامواله ليست هي الّا سراب يركض خلفها المسؤولين وحين يصلون إليه لن يجدوه شيئا، إذ من غير المعقول ان تسمح اميركا لحلفائها ( الدول المانحة) بمد يد العون للبنان وهي تعلم علم اليقين انه يشكل رافعة أساسية لحزب الله وحديقة خلفية لايران وهنا تحديدا تكمن الازمة وليس فقط بالفساد والنهب وهدر المال العام. 
 
فالسيد قال للمصارف باننا نحن واياكم على مركب واحد (وهذا صحيح)، مناشدا المصارف المساهمة في حلّ الازمة، فيما الحقيقة تقول ان وجود الحزب على نفس المركب في هذه اللحظة تحديدا إنما ينذر بغرق المركب بمن عليه ولا مناص لإنقاذه الا من خلال إخراج الحزب منه وهذا ما لن يحصل ..وهذا التصريح هو بمثابة توريط إضافي للمصارف ومعه كل لبنان،  فلا المصارف قادرة على رمي الحزب خارج المركب .. ولا الحزب بوارد القفز من اجل لبنان.