اشار النائب والوزير السابق غازي العريضي الى ان الثابت الأساسي في مشروع صفقة القرن الموعود الإعلان عنه في نهاية ​شهر رمضان​ المبارك حيث أرادها الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ أن يكون بمثابة معايدة المسلمين هو مصلحة ​إسرائيل​ لاعتبار أنّ كل ما يجري في هذه المنطقة سببه إسرائيل وهدفه ​فلسطين​، متهماً ال​أميركا​ن بدعم إسرائيل في إحداثهم الكثير من المشاكل واستغلالهم لما يجري بهدف تصفية ​القضية الفلسطينية​ وتثبيت كيان الإرهاب على أرض فلسطين وبقاء إسرائيل الدولة المتفوقة والأقوى والأكثر تسلحاً وقدرة في المنطقة. واعتبر ان الأمر مفتوح اليوم على إطلاق يد إسرائيل في هذه المنطقة بغاية رسم الحدود، وفقاً للقرارات الثلاث التي اتخذت مؤخراً وفي فترات وجيزة: الأول؛ ضم ​القدس​ واعتبارها عاصمة أبدية موحدة لدولة إسرائيل. الثاني الإعلان عن إسرائيل دولة قومية يهودية أي عنصرية ولا يتساوى فيها المواطنون المقيمون في ظل دولة واحدة. والثالث ضم ​الجولان​ نهائياً إلى إسرائيل، أي رسم الحدود على هذه الخريطة التي تريد إسرائيل أن تكرسها في مراحل تثبيت احتلالها واغتصابها لأرض فلسطين وبعض الأراضي العربية في المرحلة الأولى.

واكد العريضي في لقاء حواري تحت عنوان: "مستقبل المنطقة وصفقة القرن" في منتدى الأربعاء في مؤسسة الإمام الحكيم، أن هذه الإدارة الاميركية لا تقيم اعتباراً لحقوق الإنسان ومجلسه في جنيف ولا للأمم المتحدة ولا لقرارات أو لشرعية دولية، وهي تنسحب من معاهدات واتفاقات وتدفع العالم نحو حرب دينية بما يتلاءم مع المشروع الإسرائيلي ونحو حالة من الفوضى؛ فضلاً عن تهديدها للاستقرار العالمي على المستوى الاقتصادي والسياسي والبيئي، وذكر أنه واهم من يظن بأن أميركا ستقاتل نيابة عنا أو أنها ستحمي مصالحنا، فالحماية الاستراتيجية المطلقة هي لإسرائيل، ولا يمكن أن يتلاقى أي مشروع يوفق بين حماية إسرائيل وحماية العرب بهذا الشكل، وإسرائيل هي التي تستهدف كل ​العالم العربي​.

واكد إن الرهان الأول والأخير في مواجهة صفقة القرن يقوم على حد أدنى من التوافق الفلسطيني ورؤية فلسطينية مشتركة لأنه من الوهم الاعتقاد بأنه يمكن إسقاط سلطة في الضفة وإقامة سلطة في غزة، ومن الوهم أيضاً التفكير بأن إسرائيل يمكن أن تسمح بإراحة أي من الفلسطينيين باتجاه إقامة دولة أو كيان أو حكم ذاتي مرتاح أو استقلالية أو ما شابه، لذا فلا قيمة لأي سلطة، إن كان لحماس أو لأي سلطة فلسطينية أو فصيل فلسطيني موجود على الأرض الفلسطينية إذا لم تكن محصنة بهذا الموقف الفلسطيني الذي يقلق إسرائيل ويكرس أن ليس ثمة انقسام داخل الصف الفلسطيني وأن الفلسطينيين يرفضون مبدأ تصفية قضيتهم.

اضاف "أما عن مستقبل المنطقة فكله في خطر انطلاقاً من الخطر المستمر على فلسطين والقضية الفلسطينية، لأن أولى الأولويات بالنسبة لإسرائيل هي فلسطين، وكلما تفكك العرب وتحولوا إلى محميات إسرائيلية بكل ما للكلمة من معنى، وإلى قبائل وعشائر تتقاتل على أساس مذهبي وعلى أساس طائفي كلما استفادت إسرائيل من هذا الأمر، وأسف لساحات الحروب التي باتت تصفى عليها الحسابات الدولية آملاً بأن تتوقف حرب ​اليمن​ و​سوريا​ ليعاد بناؤها على أسس جديدة وتنوع وتعددية وهدوء واستقرار وأمن.