جُمّدَت للمرّة الأولى العلاقة التي تربطُ الحزب التقدمي الإشتراكي بـِ حزب الله، وما عمّق الأزمة بين الطرفين، تصريح رئيس الحزب التقدّمي الإشتراكي، النائب السابق وليد جنبلاط، بشأن هويّة مزارع شبعا والذي أصاب بها صميم الخلاف مع حزب الله.
 
وبحسب مصادر مواكبة للمسار الذي آلت إليه علاقة حزب الله بـِ الحزب التقدّمي، فإنّ الأخير يسعى للتواصل عبر وسطاء إلّا أنّ الحزب غير حاضر للقاء وقرّر تجميد العلاقة.
 
وشدّد النائب بلال عبدالله، خلال مُقابلة هاتفيّة مع موقع "لبنان الجديد"، أنّه ليس هناك سجالًا مُباشرًا بين التقدّمي الإشتراكي وحزب الله، مُعتبرًا أنّ هنالك مواقف سياسيّة تمّ عرضها وحظيت بردود من الحواشي.
وقال:" حزب الله لم يصدر أيّ بيان رسميّ حول أيّ سجال مع الحزب التقدّمي الإشتراكي و نحنُ لن نقوم بأيّ سجال أو خلاف بالواسطة".
 
وأوضح أنّ الخلاف بدأ مع حزب الله بسبب معمل الإسمنت التابع لـِ فتوش، فهم يملكون وجهة نظر أو إعتبارات محلّيّة أوّ خارجيّة إقليميّة ونحنُ أيضًا نملكُ وجهة نظر لها علاقة بصحّة سكّان المنطقة وسلامتهم.
 
وتابع:" موضوع مزارع شبعا، هم لديهم تمسّك بالشكل أمّا نحن فنحنُ نتحدّث بالمضمون حتى لو كان هناك صقوق ملكيّة لبنانيّة غير أنّ في القانون الدولي وبالمواثيق الدوليّة للأسف تعود إلى سوريا وهي مُحتلّة من جانب إسرائيل، فالمُشكلة تكمُن أنّ النظام السوري سابقًا وحاليًّا لم يُبلّغنا في أيّ رسالة رسميّة أنّ هذه الأرض هي لبنانيّة".
 
ولفتت المصادر إلى أنّ جنبلادط أعلم بعض المُقرّبين برغبته بلقاء المعاون السياسي للأمين العام لـِ حزب الله، حسين خليل، لبحث المستجدات السياسيّة الأخيرة، إلّا أنّه فوجئ بالرفض.
 
وفي سياق ذلك، كشف الإعلامي فيصل عبد الساتر، أنّ من يطلبُ لقاءً مع حزب الله، لاتُعتبرُ خطوته وكأنّها مُبادرة وإنّما هذا طلب لموعد وبالتالي من المُمكن أن تكون القضيّة محكومة بمواعيد مُسبقة، لكنّ بعيدًا عن هذا الموضوع فهو ليس السبب الأساسي فيما هو قائم الآن.
 
واعتبر عبد الساتر، أنّ المُشكلة ليست مع الحزب الإشتراكي كـَ حزب، إنّما المُشكلة هي مع رئيس الحزب الذي يُصادر أي شيء سواء للحزب أو غير الحزب، فالنائب السابق وليد جنبلاط يعتبرُ نفسه فوق الحزب وفوق كلّ الإعتبارات الموجودة في التصنيفات السياسيّة وبالتالي عندما يُريدُ أن يتعاطى مع الآخرين يتعاطى معهم بحكم موقعه الشخصي وليس بحكم أنّه رئيس حزب التقدّمي الإشتراكي وإلّا كانت الأمور مُختلفة تمامًا عن هذا.
 
وعن المُشكلة القائمة بين حزب الله والحزب الإشتراكي، أجاب:" هي مُشكلة مُتعدّدة الجوانب فهي ليست قضيّة مُحدّدة بعينها بل هي مُتعلّقة بالمواقف التي يُطلقها جنبلاط بين الفترة والأخرى خصوصًا وأنّها تأتي من خلفيّات واضحة من أنّه يُريدُ إثارة الحساسيّات في الداخل اللّبنانيّ ويُعيد إنتاج الحساسيّات ما بين لبنان وسوريا خصوصًا مع هجومه المتواصل على سوريا ورئيسها ورسائله إلى إيران في بعض الأحيان وضدّ حزب الله، فهو يشعرُ دائمًا أنّ يحقُّ له أن ينتقد ويشتم الآخرين يعني أن يرفع السقف ضدّ الآخرين وبالتالي عندما يرى أنّ الأمور وصلت إلى حائط مسدود يعود ويتراجع لكي يطلب لقاء مع قيادة حزب الله".
 
واعتقد عبد الساتر أنّ هذا الأمر لم يعُد مقبولًا، قائلًا:" مثل هذه الأمور باتت غير مقبولة وهُنا أتحدّث عن رأي الشخصيّ، خصوصًا في بيئة الحزب وفي داخل الحزب ، لاسيّما وأنّه يُسيء إلى جمهور المقاومة الواسع في لبنان".
وعن إن كان حزب الله يُريدُ مُعاقبة جنبلاط، ردّ:"الحزب لا يُريدُ مُعاقبة جنبلاط الموضوع هو له علاقة بأنّ حزب الله لا يخوض السياسة من باب النكايات  الشخصيّة ولا من باب المواقف الشخصيّة، فحزب الله يتعامل من باب الميزان، فإذا ذهبت الأمور إلى باب غير مقبول به فلا يُمكنُ السكوت على هذا الأمر".
 
وقال:" همّ حزب الله ليس تصغير حجم أحد وليس لديه همّ وليد جنبلاط أو أيّ شخصيّة سياسيّة أخرى في لبنان أو غيره، فهو لا يهدف إلى تصغير أو تكبير حجم أحد كلّ شخص هو يكبّر حجمه أو يُصغره بمواقفه وسلوكه، إلّا أنّه من الواضح أنّ جنبلاط  فقد كلّ الإتزان وكلّ ما من شأنه من أن يجعله على مستوى مُعيّن في الواقع السياسي، فكلّ شخص مسؤول عن تصرّفاته".
 
وأشارعبد الساتر إلى أنّ البعض حاول أن يُحلّل كثيرًا أنّ هناك قضايا كثيرة أوصات الأمور إلى هذا النحو اعتقد أنّ جنبلاط يتحمّل مسؤوليّة ما وصلت إليه الأمور، مؤكّدًا أنّ حزب الله لم ينصح من أحد أو يطلب من أحد أن يعتزل الحياة السياسيّة.
 
وتابع:" حزب الله معني في الموقف الوطني العامّ و ما قاله جنبلاط على قناة روسيا اليوم هو يطال الثوابت الوطنيّة الأساسيّة وهو ضمن إشارات وتحوّلات كثيرة وكبيرة جدًّا ولايُمكن أن تمرّ مرور الكرام على حزب الله ولا على الواقع اللّبنانيّ".