رأى نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، خلال لقاء في القطاع الثالث في منطقة بيروت، أن "اقتصار الموازنة التي يدرسها مجلس الوزراء على تخفيض الإنفاق من دون رؤية اقتصادية وحسن إدارة ومكافحة الفساد، لا يعني أننا على طريق الحل. أما إذا انطلقنا من الموازنة التي تتضمن حلولا لإيقاف الهدر، مع تحميل المصارف واجباتها في المساهمة بتخفيف العجز، فنكون انتقلنا خطوة باتجاه الحل. هل المعالجات ممكنة في لبنان؟ نعم ممكنة، ولكن مع حسن الإدارة ومكافحة الفساد، حسن الإدارة بجباية الأموال ومنع التهريب والتهرب الضريبي والعدالة في المشاريع المناطقية. أما مكافحة الفساد فبالتزام القوانين والمحاسبة وفعالية القضاء وإجراء التعديلات المناسبة على القوانين من أجل مزيد من الضبط. إذا امتلكنا الإرادة كلبنانيين أن نعمل معا بلا تكاذب يمكن أن ننجح".

وقال: "لا خلاص من مشكلة إسرائيل إلا بعودة الفلسطينيين إلى ديارهم وأهلهم، وكل حل غير هذا مضيعة للوقت، وكل إدعاء أنه توجد تسوية وسلام هو محاولة من محاولات الاستكبار العالمي لتثبيت إسرائيل لتهضم الاحتلال تدريجا ولتهضم الأرض تدريجا. خيار مقاومة إسرائيل وانتصارات المقاومة تشمل لبنان وفلسطين وكل دول المنطقة، وأي ربح يحصل في جبهة من جبهات المقاومة هو ربح لكل جبهة المقاومة من أولها إلى آخرها، لأن هذا ربح للمشروع، وليس ربحا لفريق أو جهة دون جهة أخرى".

أضاف: "لنكن واضحين، ولا نختبىء وراء الحقائق، لولا المقاومة الإسلامية والوطنية لما تحرر لبنان، لولا المقاومة لما تعطل رسم حدود إسرائيل بسبب مقاومة الشعب الفلسطيني وجهاده، لولا المقاومة ومحورها لما سقطت رهانات "داعش" في سوريا والعراق ولما تشتت جمع وشمل عناصر "داعش" من هذه المنطقة، فالمقاومة حققت إنجازا وغيرت معادلة المنطقة، المقاومة نقلتنا من الاستسلام إلى العزة والقوة والتحرير، المقاومة استطاعت أن تحدث تغييرا استراتيجيا في خيارات المنطقة، كل ذلك حصل لأننا امتلكنا القوة والإرادة، القوة مطلوبة والإرادة مطلوبة، القوة هي التي تحمي خيارنا السياسي، لذلك تلاحظون أن الغرب وأميركا والعالم دائما يطلبون أن نكون من دون قوة، أن نكون ضعفاء، لأنهم عندها يتحكمون بمصيرنا عندما نكون ضعفاء، أما عندما نكون أقوياء فنحن الذين نتحكم بمصيرنا ومستقبل أجيالنا. هذه القوة هي التي تحمي خيارنا السياسي والاستقلال والتحرير، أما الدول الكبرى فلا يمكن التعويل عليها، هي منحازة إلى إسرائيل، وتكذب علينا عندما تتحدث عن حل، الدول الكبرى تكذب علينا عندما تقول بانها تريد أن تعطي الحق لأصحابه، هي منحازة لإسرائيل وجرائمها واحتلالها، وهذا أمر أساسي. الدول الكبرى تشكل عبئا إضافيا علينا ينضم إلى الاحتلال، فنحن نواجه الاحتلال وبظهره الدول الكبرى التي تدعمه بكل أشكال الدعم".

وتابع: "لدينا تجربة عظيمة في لبنان، كيف امتلكنا القوة من خلال امتلاك ثلاثي الجيش والشعب والمقاومة، بهذه القوة وبهذا الثلاثي حررنا أرضنا سنة 2000، واستطعنا أن نهزم إسرائيل سنة 2006، وإلى الآن هناك ردع حقيقي ببركة هذه القوة التي امتلكناها، أي ثلاثي الجيش والشعب والمقاومة. الآن هناك ضغوط أميركية علينا وعلى إيران وعلى أغلب بل على كل محور المقاومة، وحتى على دول أخرى تعارض أميركا وسياساتها مثل فنزويلا وغيرها، نحن نعتبر أن هذه العقوبات هي جزء لا يتجزأ من مصلحة إسرائيل، وعلينا أن نواجهها، ونستطيع مواجهتها والانتصار في هذه المواجهة".

واعتبر أن "السعودية أصبحت اليوم بحكامها الحاليين أداة تنفيذية ومالية لخدمة المشروع الإسرائيلي، فهي قامت بإعدامات ل 37 شخصا بينهم 34 من المناطق الشرقية والاحساء والقطيف، وهذه الإعدامات فقط على المخالفة بالرأي، من دون ترجمة مادية ومن دون أي شرح عملي على الأرض، ما يعني أن السعودية لا تقبل بأن يقول لها أحد أنها لا تعدل، أو أنها ترتكب جرائم في اليمن وبحق الفلسطينيين وفي المنطقة عندما تتدخل لتدمير سوريا. نحن نعتبر أن السعودية بأدائها هي في المقلب الإسرائيلي، لأنها تعتبر جزءا لا يتجزأ من صفقة القرن، ومقدمة هذه الصفقة التطبيع الذي مارسته السعودية وبعض دول الخليج وإلغاء الحقوق الفلسطينية، وهي التي تدفع ثمن الذخائر والأسلحة التي تدمر المنطقة وتقتل شعوبها واقتصاداتها لتبقى إسرائيل هي الأقوى".

وقال: "نفتخر بأن علاقتنا بإيران جيدة، وأننا نشكل معها محورا واحدا، محور المقاومة والممانعة، والفضل في حياة المقاومة في منطقتنا هو لإيران. كل شعوب المنطقة المقاومة تدين لإيران، لأنها هي التي بثت فيها هذه الروح. إيران الإمام الخميني أسقطت الشاه لمصلحة استقلال المنطقة وتعزيز سبل تحريرها، هذا إنجاز عظيم. تغير وجه المنطقة مع إيران الإسلام، إذ بدأت تستعيد قوتها وعافيتها.

ورأى أن "هناك اليوم محورين، محور إيران ومحور السعودية. من يواجه إسرائيل يعني عليه أن يتعاون مع إيران، ومن يواجه إيران يعني أنه يتبنى المشروع الإسرائيلي، ولا يجب التوفيق بين المشروعين. كفانا تضليلا للناس. من يقول بانه مع وحدة المسلمين لماذا لا يكون مع إيران؟ ومن يقول إنه مع القضية الفلسطينية لماذا لا يدعم المقاومة؟ ومن يقول إنه ضد التبعية الغربية لماذا يخرب بلدان المنطقة من اليمن إلى ليبيا إلى البلدان الأخرى؟"